كشف أطباء نفسيون عن أن ما يقرب من ربع طلاب الثانوية العامة في مصر (23% تحديداً) يذهبون إلى
العيادات النفسية والعصبية بعدما حولتهم الامتحانات إلى مرضى يعانون حالات الانهيار العصبي والإحباط والاكتئاب التي قد تنتهي بالانتحار في لحظة ضعف، فيما ذكر آخرون أن شهور الامتحانات تشهد إقبالاً على أدوية الاكتئاب والصحة النفسية التي قد يستخدمها بعض الطلاب أو أسرهم.
وجاء هذا الكشف الطبي في الوقت الذي شهدت فيه امتحانات الثانوية العامة التي تقرر مصير الطلاب في الوصول للمرحلة الجامعية أم لا، حالات انتحار راحت ضحيتها طالبة بمحافظة المنوفية شمال مصر، وعنف وجدال سياسي بسبب شكاوى الطلاب من صعوبة الأسئلة أو اختلافها عن المناهج أو أخطاء بها، فضلاً عن التحقيق مع طالبة لأنها كتبت في موضوع "التعبير" في اللغة العربية أن سياسة الولايات المتحدة والرئيس بوش تعرقل جهود الشباب لاستصلاح الأرضي الجديدة.
وأكد الدكتور إبراهيم خليفة أستاذ علم النفس لصحيفة "الجمهورية" المصرية أن 23 في المائة من الطلاب يعالجون من أمراض عصبية ونفسية، وأن هناك تحولات نفسية تحدث لطالب الثانوية العامة الذي يعيش في سن المراهقة بسبب ضغوط نفسية قد لا يتحملها وتجعله يلجأ للتخلص من الموقف الذي فرض عليه بطريقة خاطئة، ربما بالانتحار في لحظة ضعف، فضلاً عن الضغوط الاجتماعية والأسرية خلال فترة الامتحانات.
ووجه الأطباء النفسيون انتقادات لامتحانات الثانوية العامة بوضعها الحالي، معتبرين أنها تؤدي إلى حالات اكتئاب مزمنة للطلاب بسبب الدروس الخصوصية والمصروفات والمناهج الصعبة والامتحانات وجدولها، ما يجعل الطالب يشعر وكأنه في سجن طوال فترة الدراسة بالثانوية العامة، لذلك فالحل في التوعية الأسرية للطلاب وتعديل أسلوب القبول بالجامعات والمناهج، وإلا ستتكرر حالات الانتحار بين الطلاب.
ويواجه طلاب المرحلة الثانوية في مصر منذ سنوات أجواء الرعب والفزع حتى الموت جراء صعوبة الأسئلة وطولها، وزاد القلق والفزع عقب تحويل المرحلة الثانوية لمرحلتين؛ الأولى والثانية تجرى على عامين، ما أدى لتمديد حالة القلق في المنازل من عام إلى عامين.
وكشف مسؤولون بشركات إنتاج الدواء في مصر في وقت سابق عن أنهم لاحظوا زيادة في نسبة تسويق الأدوية المهدئة التي تعالج حالات الاكتئاب في بعض المناسبات والأجواء الصعبة مثل فترات دخول المدارس والامتحانات أو الانتخابات، وهو ما قد يعني دخول مرضى جدد في تعداد مرضى الاكتئاب أو قيام مرضى فعليين بزيادة جرعات الدواء في هذه الفترة.
وقال الدكتور أحمد عبدالله مدرس الطب النفسي في جامعة الزقازيق (شمال القاهرة) لـ"قدس برس": إن مسؤولي شركات أدوية مصرية تنتج أدوية الاكتئاب والمهدئات أبلغوه أن الشركات تزيد إنتاجها بنسبة 30 في المائة أحياناً في الفترات التي تشهد لحظات ضغوط نفسية، وأن هذه الظاهرة تتكرر في أوقات الأزمات الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية التي تضغط على المواطن المصري، وشدد الدكتور أحمد عبدالله على أن استهلاك أدوية الاكتئاب يزيد عموماً في أوقات الأزمات