قصة جامدة جدا

موضوع: قصة جامدة جدا السبت يوليو 26, 2008 10:41 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

ده اول قصة في القسم بس يا رب تعجبكم

هتكون علي هيئة حلقات

وندخل علي الحلقة الاولي

تدفقت خيوط الشمس الذهبية ،لتغمر الكون بالضياء وتبعث البهجة في النفوس ..
وعلى أشعتها التي مست وجهه،إستيقظ ( سيف) من نومه ،وتثائب في قوةثم نهض مسرعا.. فاليوم هو عيد الحب ..
ألقى نظرة على الهدية المغلفة بغلاف أنيق .. وتسائل : هل تكفي لحبيبته ؟
كان يود لو أستطاع جلب كنوز الكون بأكملها ،وإلقائها تحت قدميها ،فهي تستحق أغلى أشياء الدنيا..
أرتدى ملابسه مسرعا ،وأخذ الهدية ثم هم بالأنصراف .. لكنه تراجع مجددا فقد واتته فكرة مدهشة .. سيكتب قصيدة لحبيبته .. لا سيكتب أغنية فهو لا يجيد كتابة القصائد ..
ولكن هل سيجد الوقت الكافي .. لا بل سيكتبها في الطريق..
غادر شقته مسرعا وبيديه الهدية .. وبينما هو خارج من البناية التي يقطن بها .. أوقفه عم جمال حارس البناية ،وقال له:
صباح الخير يا أستاذ (سيف)
سيف: صباح النور..
عم جمال: كل سنة وحضرتك طيب ..
أدرك ما الذي يهدف له عم جمال .. فأولج يدية في جيبه ..ثم بسطها في تجاه عم جمال ..ليمنحه بعض المال ..
عم جمال: كتر خيرك يا فندم .. على طول كدة مغرقني بجمايلك ..
أنصرف حسام مسرعا حتى لا يتأخر على حبيبته ( شذى) .. وأخذ يدندن مقاطع الأغنية التي يقوم بتأليفها أثناء الطريق .. وكانت بدايتها ..
سألوني الناس عنك ..
وقالوا لي إيه وصفك ..
رديت وأنا كنت خايف ..
خايف أكون ظلمك ..
ووصفت وقلت إنك..
ثم بدأ يتعسر في وصفه لمحبوبته .. فمن رابع المستحيلات أن يجد كلمات تعبر عن رقتها وجمالها وكل شيء بها .. فهي أروع مخلوقة في الوجود..
دلف (سيف) إلى تلك الكافتيريا الشهيرة بوسط البلد .. وأخذ يجول بعينيه باحثا عن توأم روحه (شذى) .. لم يطل بحثه سريعا فسرعان ما وجدها تحث الخطا في إتجاهه وترتسم على شفتيها أعذب إبتسامة في الوجود ..
خفق قلبه بقوة .. وأندفعت الدماء تبث في عروقه نوع هائل من السعادة .. مد كفه لها مصافحا ،وقال:
كل عيد حب وأنتي طيبة .. يا أجمل إنسانة في الوجود..
شذى: وأنت طيب يا رفيق العمر ..
جلسا متقابلين على إحد المناضد .. وأخذ هو يتأمل ملامح وجهها الملائكي ،ثم قال:
بحبك..
شذى: وأنا كمان ..
سيف: تعرفي قد إيه بحس بالسعادة وأنا معاكي ؟
شذى: قد إيه؟
سيف: سعادة لو أتوزعت على أتعس ناس في الوجود .. هيحسوا بالسعادة لمدة الف سنة..
شذى : للدرجة دي ؟
سيف: وأكتر بكتير من كدة..
شذى: أنا بجد بحبك أوي أوي أوي أوي..
سيف: وأنا كمان يا نور عيني ..
أخذا يتجاذبان أطراف الحديث .. وكأنهم قد أنفصلوا عن العالم بأثره ولا يرون أحد غيرهما.. ومن حولهم أخذت ترفرف طيور السعادة بأجنحتها النورانية ..

شعر (سيف) بصداع رهيب مفاجيء ،وهو في طريقه إلى منزله .. وتراقصت الموجودات من حوله ..
أسرع يستند بكفه إلى أقرب عامود إنارة .. وهز رأسه بقوة ليطرد ذلك الصداع المفاجيء..
حمدالله أنه قريب للغاية من منزله .. فأسرع يمد الخطى إليه وهو يهتف :
عم جمال .. عم جمال..
ران الصمت قليلا قبل أن يهرع إليه عم جمال مجيبا :
يا نعم ..
سيف: والنبي ياعم جمال ممكن تسندني لحد شقتي..
عم جمال: ومين حضرتك بلا قافية ؟
سيف: إيه يا عم جمال أنا سيف .. سيف اللي ساكن في شقة 42 ..
عم جمال: إنت مين يا جدع أنت ؟ أنا أول مرة أشوفك في حياتي ..
سيف: !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

مشكور جدا

شكلك لم تقرأها ولم يهتم احد

كملها عايزة اعرف بعدين اية اللي هيحصل
هيموت سيف والا لا

على فكرة انا اتشديت للقصة
يا ريت تكملها بقى

الحلقة التانية

أخذ سيف يتأمل الرجل في دهشة بالغة ..وأخذ يتسائل : ما الذي حدث له؟
وينساه بهذه الطريقة العجيبة .. هل هي المخدرات؟
تركه سيف وأندفع تجاه شقته .. ولكنه وجد عم جمال يصيح في قوة:
رايح فين يا جدع أنت ؟
سيف: عم جمال روح نام..
عم جمال: باين عليك يا أما مجنون يا أما حرامي..
سيف: أحترم نفسك أحسن لك ..
عم جمال: يا جدعان ألحقوني .. حرامي ..
أثار صياح عم جمال ضجة هائلة .. وعلى صوته أندفع بعض من السكان في فضول.. ليروا ما الذي يحدث..
ما أن شاهد سيف جاره حسام حتى صاح به :
حسام عم جمال باين عليه أتجنن..
حسام: هو أنت تعرفني ؟

أندفع عم جمال داخل قسم الشرطة وهو ممسك بتلابيب سيف ، ومن حوله أندفع قليلا من قاطني العمارة وهم يتصايحون في هرج ..
عم جمال: أنا عاوز مامور القسم ..
أحد الضباط: هو المأمور فاضي لك .. قول بسرعة عاوز إيه ؟ وإيه الهرج والدوشة دي؟
عم جمال: حرامي يا سعادة البية .. قفشته وهو عامل نفسه من سكان العمارة اللي أنا عارفهم نفر نفر ..
سيف: أخرس يا سكران .. أنا سيف اللي مغرقك بجمايله ..
الضابط : يظهر اليوم ده مش هيعدي .. قدامي منك له على أوضة البيه المأمور..

تأمل المأمور سيف وعم جمال في هدوء .. ثم تراجع في مقعدة وهو يقول لسيف:
أنت بقى من سكان العمارة ..صح ؟
سيف: أيوة يا فندم وعم جمال ده البواب .. بس باين عليه شارب حاجة .. ده أنا لسه الصبح مديله فلوس بمناسبة عيد الحب ..
المأمور : بقى كدة .. وكل سكان العمارة متعرفوش عليك ليه ؟
سيف: والله علمي علم حضرتك ..
المأمور : يعني كل الناس دي مجانين وأنت بقى العاقل فيهم ..
سيف : انا بصراحة مش عارف إيه اللي بيحصل ده ؟ أنا مستغرب جدا !
المأمور: ها يا عم جمال .. أنا طبعا بخبرتي عرفت الحقيقة .. وعرفت مين الكداب .. تحب تضيف حاجة تانية؟
عم جمال: أيوة يا سعادة البية .. سيف ده اللي بيتكلم عن النصاب ده بقاله سنة بحالها غايب ..
المأمور : غايب إزاي ؟ محدش يعرف هو فين ؟
عم جمال: لأ يا سعادة البية المأمور..
المأمور : طيب أمشي أنت دلوقتي وأنا هعرف كل حاجة ..
سيف: معقول هتسيبه يمشي كدة .. ده بيقول أني أختفيت من سنة .. ده مجنون..
المأمور : أخرس يا متهم .. فاكر نفسك ناصح مش فاكرني هعرف كدبتك التافهة دي ..
سيف: كدبة إيه ؟
المأمور : النهاردة يا حبيبي مش عيد الحب .. شفت بقى أنك نصاب غبي ..
ثم ألتفت المأمور للجندي الماثل أمامه :
خده أعمل له فيش وتشبيه .. خلينا نعرف هو مجرم ولا واحد مجنون..
شعر سيف بالمهانة البالغة والحيرة الشديدة .. كيف لم يعرفه الناس ؟ كيف ان اليوم ليس عيد الحب ؟ ما الذي يحدث هنا؟
أنه يكاد يفقد عقله .
أندفع الشخص المسئول عن أخذ البصمات للمشتبهين ، إلى غرفة المأمور وهو يهتف في ذهول :
يا بية ألحق..
المأمور: فيه إيه أنت كمان؟
رجل البصمات : الراجل اللي حضرتك بعته ليا علشان أعمل له فيش وتشبيهة..
المأمور: ماله ؟ هرب ولا مات؟
رجل البصمات :
لا يا بيه ده معندوش بصمات ..
حدق المأمور في وجهه بذهول ، ثم قال :
نعم يا خويا..
رجل البصمات: الراجل اللي حضرتك بعته ليا .. إيده مفيهاش بصمات نهائي !!

كمل شوقتني
عايزة اعرف اية اللي هيحصل
طب هو ازاي معندوش بصمات
كمل بس و انا هعرف

الحلقة الثالثة

جلس سيف في غرفة فحص البصمات حائر.. لا يعرف ما الذي يحدث؟ فهذا أكثر من قدرته على الفهم..
الجميع ينكرون وجوده !
حتى بصماته أختفت من يديه .. ما الذي يحدث بالضبط؟
لقد ذهب لحبيبته لا اكثر ولا أقل .. ثم عاد لمنزله ليجد تلك الأحداث الغريبة في إنتظاره ..
ليته يعرف .. ما الذي حدث؟

نظر مأمور القسم تجاه سيف - بعد أن قام بإستدعائه- في ريبة وشك ثم سأله في صرامة :
يا بن الناس قول بقى الحقيقة وخلصني ..
سيف: والله كل اللي حصل قلته لحضرتك .. رحت أقابل خطيبتي بمناسبة عيد الحب .. ورجعت البيت لقيت الكل بينكر وجودي ..
المأمور: وعاوزني أصدق الكلام الفارغ ده .. غير كدة قلت لك النهاردة مش عيد الحب اللي بتقول عليه النهاردة 16-2-2007
سيف: كام!؟ 2007 إزاي!؟ أحنا في 2006
المأمور : شغل الجنون اللي بتعمله ده مش هيخيل عليا .. أنا هحولك النيابة وهما هناك هيعرفوا يتصرفوا معاك صح.

جلس سيف أمام وكيل النيابة ( صفوت) الذي أخذ يستجوبه بهدوء شديد للمرة الثالثة ، قائلا:
أسمك وسنك وعنوانك؟
سيف: يا أستاذ صفوت أنا جاوبت حضرتك قبل كدة..
صفوت: معلشي جاوب تاني..
سيف: أسمي سيف الدين شعلان .. 32 سنة .. وساكن في حدائق القبة ..
صفوت : وبتشتغل إيه ؟
سيف: قلت لحضرتك أنا مهندس كهرباء قوى ..
صفوت: طيب وإزاي بأه محيت بصماتك بالطريقة دي ..
سيف: والله أنا ممحتشي حاجة .. أنا لقيت إيدي كدة من غير بصمات..
صفوت : خلاص انا هعتبر نفسي مصدقك لحد ما تشرفنا الأنسة شذى ونشوف هتأكد كلامك ولا هتنفيه .

وقفت شذى أمام وكيل النيابة (صفوت) وهي تقول:
الحقيقة زي ما قلت لحضرتك عليها .. سيف خطيبي أو اللي كنت هتخطب له أختفى من سنة بحالها ومحدش يعرف عنه حاجة ..
صفوت: طيب هندخل دلوقتي شخص وعاوزك تقولي لي هو ده سيف ولا لأ..
ثم أشار للجندي إشارة فهمها الجندي على الفور ، ليخرج ثم يعود بصاحبة سيف..
هتف سيف عندما رأها :
شذى حبيبتي شفتي اللي حصل لي؟
نظرت شذى بدهشة وسألته:
مين حضرتك ؟
سيف: أنا سيف يا حبيبتي ..
نظرت شذى لصفوت قائلة :
مين ده ؟ ده مش سيف ..
ثم أخرجت من حقيبة يدها صورة فتوغرافية قائلة :
ده سيف اللي أنا أعرفه ..
تأمل وكيل النيابة الصورة ثم ناولها لسيف قائلا:
صورة سيف الحقيقي أهه .. يا ريت بقى متتعبناش معاك وتعترف أحسن لك ..
أختطف سيف الصورة بلهفة ثم حدق بها لحظات ،وقال:
طيب ما دي صورتي أنا..
تأمله صفوت بنظرة ساخرة وقال:
واضح أنك كمان مش عارف شكلك .. طيب هريحك بص في المراية اللي في الحمام هههههههههههههههههه
شعر سيف بدهشة شديدة من كلامهم وإنكار شذى له بهذه الطريقة .. لذلك أندفع بالفعل لينظر إلى المرآة ..
ولكنه ما وقعت عيناه على وجهه المنعكس في المرآة حتى تراجع بذعر شديد..
فالذي رآه لم يكن وجهه ..
لم يكن وجهه بأي حال من الأحوال.

ونكمل المره الجيه ايه رايكوا

كمل بقى عشان انا عايزة اعرف شاف اية و اية اللي هيحصل

الحلقة الرابعة

أنطلق صوت إرتطام قوي .. فهب وكيل النيابة من جلسته ليرى ما حدث؟
ليجد سيف ملقى على الأرض ..
هتف مناديا للجندي قائلا:
نادي على الدكتور بسرعة ..
الجندي: تحت أمرك يا فندم ..
جاء الجندي بعد قليل وخلفة الدكتور ، الذي أخذ يفحص سيف بسرعة وإتقان ..ثم نظر لصفوت قائلا:
عنده صدمة عصبية عنيفة ،ولازم يتنقل المستشفى حالا..

تمدد سيف شاردا فوق الفراش الأبيض اللون المميز للمستشفيات..
كان في حالة من الذهول .. فالذي يحدث له أكبر من طاقته على الأحتمال ..
كل شيء تبدل فجاءة .. لقد أصبح شخص آخر .. بوجه آخر،وبلا بصمات ..
أخذ يسترجع شريط حياته ..
والده الذي توفى وهو في العاشرة من عمره .. ووالدته التي توفت وهو في الثلاثون ..
حبيبته شذى وكيف تعرف بها منذ أن أصبحت زميلته في العمل ..
العمل .. هل سيعرفه أحد زملائه ؟ صديقه وزميله أحمد هل سيقف بجانبه ويساعده ؟
شذى هل ستتعرف عليه مجددا ؟ وهل ستستمر حياتهم بشكل طبيعي ؟
تذكر الأغنية التى كان يقوم بتأليفها .. لقد نسى تماما أهدائها لحبيبته ..
أخذ يدندن مقطع الأغنية .. وعيناه تتألقان بالدموع :
سألوني الناس عنك
وقالوا لي إيه وصفك
أنسكبت الدموع غزيرة ،وأخذ ينتحب بشدة وهو يواصل الغناء:
رديت وانا كنت خايف
خايف أكون ظلمك
ووصفت وفلت
وهنا غطى عيناه بكفيه، وأخذ يبكي بشدة .. بكاء تتمزق له نياط القلوب.

أخذ وكيل النيابة (صفوت ) يفكر في تلك القصة العجيبة ..
رجل بلا هوية .. يدعي أنه شخص آخر .. والجميع ينكره ..
إذا ما الذي جعله يصاب بصدمة عصبية بهذا الشكل ؟
لابد أن في الأمر سر .. ولا بد أن يكتشفه بنفسه .

دلف ذلك الرجل إلى داخل المستشفى ، وأخذ يجول بعيناه باحثا عن الهدف .. وفي رأسه ترددت الأوامر داخل رأسه :
الخطر كل الخطر لو علم سيف ماهيته..
لابد أن يظل هكذا لا يعرف ما الذي حدث..
لابد من طريقة واحدة للتأكد .. قتله بلا رحمة ..
لمح الرجل ذلك الطبيب فسئله بهدوء:
لو سمحت فيه شاب جه هنا عنده إنهيار عصبي ؟
الطبيب: أه ده في أودة رقم 22 ..
أنصرف الرجل مسرعا لتنفيذ مهمته المحدودة .. التخلص من سيف بأي طريقة .. أخذ يبحث عن رقم الغرفة حتى وجدها ولكن .. كان يقف ذلك الحارس على باب الغرفة ..
تقدم منه وهو يسئله بدم بارد:
أنا عندي زيارة للمريض ..
الحارس: مع حضرتك تصريح من النيابة ..
الرجل: أكيد طبعا ..
ثم أخرج مسدسه الكاتم للصوت وأطلق طلقة سريعة أصابت الجندي في مقتل ..
أسرع الرجل يتلقفه قبل أن يسقط على الأرض .. ثم دفع الباب في قوة ودلف وهو يجر الجندي الصريع ..وأغلق الباب خلفه ثم ألتفت لسيف الذاهل لما يحدث،وقال:
أستاذ سيف .. للأسف مش لازم تعرف أبدا إيه اللي حصل ؟
ثم أطلق النار لتطيح بسيف إلى الخلف ، ثم يهوي أرضا وألم رهيب يكوي كتفه ..
هتف سيف بألم وذهول :
ليه ؟
الرجل : مش هتعرف أبدا .. و.....
تراجع الرجل في ذهول شديد وهو يتأمل الدماء التي تنزف من كتف سيف ..
شعر سيف بالقلق تجاه تلك النظرة التي يحدج بها الرجل كتفه ..
فنظر إلى كتفه المصاب ليعرف ماذا هناك ، وهنا تراجع كالمصعوق وهتف بكل ذهول الدنيا :
ما الذي حدث بحق الجحيم؟
كان مصدر ذهول الرجل وسيف شيء بالغ الغرابة ..

فالدماء التي كانت تسيل من جرح كتفه كانت ...

خضراء داكنة

و بعدين انت كل حلقة بتشوقني زيادة كمل بقى و ارحمني

ي بقي الحلقة الخامسة احسن واحسن

أنتابت سيف حالة من الذهول العارم ،ولكنه خرج من تلك الحالة مع صياح أحد الأطباء وهو يقول:
إيه اللي بيحصل ده؟
وما أن سمع القاتل هتافه حتى ألتفت في سرعة مدهشة ليطلق عليه النار ،ولكن سيف تحرك بسرعة ليدفعه أرضا ويختطف منه المسدس ويهرب مسرعا ..
وقف الرجل بسرعة .. وكال للطبيب لكمة أطاحت به .. ثم اخذ يركض باحثا عن سيف .. ولكنه لم يعثر له على أي أثر.

تسلل سيف من المستشفى في الخفاء ..
لابد أن يعرف ما الذي حدث ؟
والذي مازال يحدث؟
أخذ يسير في طريقة بيده المسدس ، وبيده الآخرى يكتم جرح كتفه ..وبينما هو سائر سمع صوت خافت يهمس له ..
تلفت حوله ليرى من أين يأتي الهمس؟
فلمح شاب في مقتبل العمر يشير له ليركب معه السيارة التي يقودها ..
أسرع سيف يركب بجواره وكله أمل ، أن ذلك الرجل المجهول قد يكون يعرف ما الذي حدث له ؟
قال الرجل الغامض له :
مرحبا يا دكتور عادل ..
تأمله سيف لحظات ولم يتفوه بحرف.. ثم قال في حدة:
دكتور وعادل .. واضح أنك غلطان..
الرجل : لأ طبعا مش غلطان .. حتى لو أنت مش فاكرني أنا فاكرك كويس وعارف تقريبا إيه اللي حصل لك ..
سيف: تقريبا!؟
الرجل: بصراحة أنا معرفش كل شيء ..
سيف : ومين اللي يعرف ؟
الرجل : ياسمين مراتك .

بعد أن توقف الرجل بسيارته أمام إحدى الفيلات بمنطقة سكنية شبه مهجورة قال:
دي الفيلا بتاعتك .. هتلاقي الدكتور ياسمين مراتك ..وأكيد هتفرح لما تشوفك وممكن تعرفك كل اللي حصل ..
سيف: طيب أستنى هنا أوعى تمشي..
هبط سيف من السيارة ،وتأمل الفيلا في فضول .. وفي رأسة تصارعت الأفكار ..
مستحيل أن يكون متزوج .. أنه يعرف هذا حق المعرفة ..
لابد أن في الأمر سر غامض ،ولابد من كشفه ..
دق جرس الفيلا في إلحاح .. حتى فتح له خادم نوبي ،والذي ما أن رآه حتى هتف:
سيدي عادل بيه .. يا ست هانم سيدي عادل رجع ..
هرعت أمرأة شابة إلى الباب بسرعة وما أن رأت سيف حتى هتفت :
عادل الحمد لله أنك رجعت بالسلامة ..
تأملها سيف لحظات .. كانت خارقة الجمال .. ينساب شعرها الأصفر على جانبي وجهها في نعومة وتألق ..
وجهها ذاته في لون بياض الثلج تلتمع فيه عينان زرقاوتان غاية في السحر ..
هتف سيف في حدة: عادل مين ؟ ودكتور مين؟ أنا أسمي سيف..
تأملته ياسمين لحظات ثم قالت : طيب أتفضل نتكلم جوه ..
دلف سيف وهي إلى حجرة مكتب فارهة للغاية ، وجلست ياسمين خلف المكتب وهي تقول :
أستريح يا عادل ..
هتف سيف في شراسة : قلت لك أنا مش عادل ..
انفتح باب المكتب فجأة وعلى عتبته وقف أخر شخص يتمنى سيف رؤيته ..
كان الرجل الذي حاول قتله ..
أسرع سيف يدس يده في جيبه ، ويخرج المسدس الذي كان قد أختطفه من الرجل وصوبه تجاهه وهو يقول:
حركة واحدة وهضربك بالنار ..
هبت ياسمين من مقعدها قائلة : لأ يا عادل أنت فاهم غلط..
أشار سيف للرجل أن يدخل الحجرة وأمره قائلا :
أقفل الباب وتعالى ..
نفذ الرجل ما يريد ثم قال:
أنا كنت بنفذ الأوامر ..
سيف : أومرها طبعا ..
ياسمين : أنا هفهمك على كل حاجة .. أنت مريض ..
سيف: ياسلام .. ومريض بإيه إن شاء الله ..
ياسمين : مريض بداء التقمص..
سيف :إيه ؟
ياسمين : داء التقمص .. يعني بتنسى كل حاجة عن نفسك وبتتقمص شخصية تانية ..
أدارت الكلمات رأسه ..وأخذ يسترجع الأحداث في سرعة ،ولكن مهلا .. هناك شيء خطأ .. لو ما تقوله صحيح .. لماذا حاولت قتله ..
وجهه سيف فوهة المسدس تجاهها وهو يقول: ليه حاولتي تقتليني ؟
أقتربت ياسمين منه وهي تقول في نعومة:
قتل ! أنا يا حبيبي مستحيل أقتلك .. الحالة اللي عندك مصحوبة بضلالات .. يعني بتتخيل حاجات محصلتشي ..
أشار سيف لجرح كتفه قائلا :
وده كمان تهيؤات ..
أقتربت منه ياسمين أكثر .. وحاول القاتل هو أيضا الأقتراب ،فهتف بهم سيف:
اللي هيقرب مني هقتله ..
تسمر الجميع فجاءة ،وقالت ياسمين فب نعومة : حد يقتل حبايبه برضه ..
سيف : قلت اللي هيقرب مني هقتله .. أنا مش مصدق أي كلمة من اللي بتقوليها دي .. أنا سيف وطول عمري سيف ..
تحركت ياسمين مرة آخرى ، وتحرك أيضا القاتل ..
وكان سيف في حالة من التوتر الشديد ، و بدت أعصابه في الأنهيار .. تلاعبت أصابعه حول الزناد .. كان يعني ما يقول : لو أقترب أحدهم سيقتله ..
مدت ياسمين كفها وهي تقترب قائلة هات المسدس ..
سيف: أبعدي .. هقتلك..
تقدم القاتل أيضا ،وتوترت أعصاب سيف بشدة وأصابعه توشك على ضغط الزناد بالفعل .. وفجاءة ..
أنفتح باب حجرة المكتب في سرعة .. ومع أعصاب سيف التي ألتهبت كان رد فعله سريعا للغاية .. صوب فوهة المسدس بسرعة البرق تجاه الباب و....
أطلق النار...
ولكن ..
أمام عيناه الذاهلتان وجدة فتاة صغيرة .. لا تتعدى السبع سنوات ..تحدق في ذهول في ثقب الرصاصة التي أخترقت صدرها ، وهتفت في ألم وذهول :
با ....
ثم هوت على الأرض جثة هامدة

هاهو بعدين
متقلش ان اللي قتلها دي تبقى بنت عادي

والحللللللللللللللللللللقة السادسة

صرخت ياسمين قائلة : بنتك .. قتلتها يا مجرم..
وهرعت مسرعة تجاه بنتها الصغيرة الغارقة في دمائها ..
شعر سيف بالذهول ، فالذي حدث كان مفاجئة له ، وهو لم يقصد أبدا قتل تلك الصغيرة..
ترك سيف المشهد الذي أمامه ،وهرع راكضا من حجرة المكتب ،ثم من الفيلا كلها وهو لا يعرف ماذا يفعل ؟ أو أين يذهب؟
ولكنه لمح الشخص الذي قام بتوصيله هنا .. فهرع إليه وجلس بجواره في السيارة هاتفا به : أطلع بسرعة..
الرجل: إيه اللي حصل ؟
سيف : هقول لك بعدين ..أطلع بسرعة ..
أنطلق الرجل مسرعا بالسيارة ،وسيف يسأله قائلا:
عاوزك تقول لي على كل حاجة تعرفها عني..
الرجل: بصراحة زي ما قلت لك كل اللي أعرفه قليل ، بس ممكن أجيب لك اللي يعرف كل حاجة ..
سيف : ومين هو؟
الرجل: الدكتور حمدي هو اللي كان موجود ساعة العملية..
سيف: عملية إيه؟
الرجل: هي دكتورة ياسمين ما حكتشي لك على اللي حصل !؟
سيف: لأ في حادثة حصلت ..
الرجل: حادثة إيه بعد الشر ؟
سيف: هو أنت قلت لي أسمك إيه ؟
الرجل : أحمد وكنت زميلكم في المستشفى ..
سيف: مستشفى إيه ؟
الرجل: المستشفى بتاعة حضرتك .. مستشفى عادل التخصصي .. صحيح حادثة إيه اللي حصلت ؟ هو حضرتك بتوهني في الكلام ؟
سيف : وقف هنا ونزلني بسرعة .. والحادثة أبقى أعرفها بنفسك ..
أوقف أحمد السيارة في سرعة ، وشاهد سيف يهرع منها بسرعة كبيرة .. فتسائل في دهشة : هو إيه االي بيحصل ده؟

تأمل وكيل النيابة (صفوت) ذلك الجندي المسجي على أرض غرفة سيف في تلك المستشفى التي هرب منها ، وألتفت إلى الطبيب الذي شاهد الحادث ليسأله:
يعني سيف مش هو اللي قتله علشان يهرب؟
الدكتور : لأ يا فندم .. ده شخص تاني غريب ، وشكله زي ما يكون قاتل محترف..
صفوت : طيب ومتعرفشي بعد كدة سيف راح فين؟
الدكتور: بصراحة هرب بسرعة والقاتل كان بيجري وراه ..
أخذ صفوت يفكر في حيرة بالغة : من الذي يحاول قتل سيف هذا ؟ ولماذا؟
هناك شيء غامض يحدث ولابد من كشفه .. مهما حدث ..

بعد بحث طويل وجهد شاق عثر سيف أخيرا على تلك المستشفى الأستثماري والتي تدعى مستشفى عادل التخصصي ..
لابد أن يجد المدعو الدكتور حمدي هذا .. فهو يعرف ماذا حدث له ؟
البصمات .. دماءه العجيبة الخضراء .. ياسمين ..
وهنا..
جال إلى خاطره .. رؤية تلك الصغيرة عندما قتلتها طلقته الخاطئة .. وشعر بألم عميق يعتصر قلبه .. ما ذنب تلك الصغيرة ؟
وهنا تذكر اخر حرف نطقته .. قالت: با .. ليس من المعقول أنها تقصد أنه أباها ..
هذا مستحيل .. مستحيل أن يكون قد ترزوج وأنجبها .. مستحيل أن يحدث هذا بدون أن يتذكر ..
لابد أن هناك شيء خاطيء .. لابد أن يقابل الطبيب مهما حدث .. لابد أن يعرف منه ما الذي حدث ؟
دلف إلى المستشفى وتوجه ناحية حجرة الأستقبال ليسأل عن المدعو حمدي ..
ولكن هل سيجده ؟ بالتأكيد هناك أكثر من هم يحملون ذلك الأسم ..
ليته سأل أحمد عن تفاصيل آخرى ..
توجه ناحية تلك الفتاة الجميلة الملامح .. وهي تتابع شاشة الحاسب الألي أمامها ، وبيديها تداعب أزرارة بأحتراف .. سألها قائلا :
ممكن أقابل الدكتور حمدي من فضلك ..
هي: حضرتك تقصد الدكتور حمدي مين ؟
وهنا أنقذه حظه الحسن ، عندما سمع الهتاف الذي جاء من خلفه :
دكتور عادل .. أنت فين يا راجل ؟
ألتفت سيف ليرى محدثه .. فوجده شاب وسيم في مقتبل العمر .. متوسط الطول والوزن قمحي البشرة ذو عينان سوداوتان وشعر أسود فاحم .. فسئله قائلا : مين حضرتك ؟
الرجل : أنا حمدي صاحب عمرك ..
سيف : انت الدكتور حمدي ..
ثم أخذه من ذراعه خارجا من المستشفى .. وأخرج مسدسه ليصوبه إلى ظهره قائلا : حركة واحدة وهقتلك .. أطلع قدامي من غير ولا حرف ..
حمدي : هو إيه الحكاية ؟
سيف : هتعرف دلوقتي ..
أخذ سيف يبتعد به عن العمران حتى وصلا إلى منطقة شبه خالية ، فقال في صرامة : قول لي بسرعة إيه بالضبط اللي حصل لي ؟
حمدي : هو أنت عرفت ؟
سيف : لأ .. أنت اللي هتقولي دلوقتي على كل حاجة .. وأي حركة هقتلك ..
حمدي : أنا هقول لك على كل حاجة .. بصراحة اللي حصل ده شيء غير إنساني .. مش عارف أنا طاوعتها ليه ؟
شعر سيف أنه أقترب من الحقيقة .. سيعرف كل شيء .. سيعرف بالضبط ما الذي حدث ؟
أسرع سيف يستحثه على الحديث : أنطق بسرعة وقول كل حاجة ..
حمدي : حاضر أنا هقول لك على كل حاجة .. بصراحة من يومها وأنا ضميري بيوجعني ..
في يوم ال .......
وفجاءة أنطلقت تلك الرصاصة ، ليدوي صوتها ممزقا سكون المكان ..
شعر سيف بالفزع ، وقفز مسرعا حتى لا تصيبه رصاصة آخرى ..
ولكن مرت لحظات بدون أن يحدث شيء فأسرع تجاه حمدي ليجذبه بعيدا ..
لكنه فوجيء بنظرات عيناه الذائغة وهو يهتف بصوت متحشرج :
قتلوني ..
ومن ثقب مستدير في رقبته أندفعت الدماء تغرق ملابسه ..
أمسك سيف به وهو يهتف : مش هسيبك تموت .. لازم تقول لي على الحقيقة .. لازم أعرف إيه اللي حصل ؟
قال حمدي بصوت خافت : لو عاوز تعرف الحقيقة أنا هدلك .. روح عند ال ... ال ...
سيف : قول بسرعة أروح فين ؟ أنطق ..
ولكن عينا حمدي التي فقدت بريق الحياة أنبأته أنه ذهب وإلى الأبد ...
فأخذ يصرخ في هيستريا وهو يهزه : لااااااااااااااااا .. متموتشي قبل ما تقول لي الحقيقة .. لاااااااااااااااااااااا ..
وأنطلقت صرخته عالية ليتردد صداها في أرجاء المنطقة ، ولكن .. بلا مجيب

لحلقة 7777777777

أخذ وكيل النيابة (صفوت) يقرأ كل حرف في المحضر الخاص بسيف .. لم يستطع إستنتاج أي شيء ،ولكنه توصل لحقيقة واحدة أن ما حدث قد حدث يوم عيد الحب .. منذ عام تقريبا ..
لذلك توجهه إلى صديقه الصحفي عصام .. عله يدله على شيء ذي أهمية ..
لذلك توجه على فوره إلى الجريدة لمقابلة عصام ، وما أن رأه حتى هتف به :
عصام أخبارك إيه؟
عصام: الحمد لله .. إيه اللي رماك علينا ؟
صفوت : كنت بدور على حادثة معينة حصلت في عيد الحب اللي فات من سنة ..
عصام : طيب تعالى معايا لقسم الأرشيف وندور براحتنا ..
دلفا إلى حجرة الأرشيف ،وأخذ عصام يبحث في مهارة وسط الاف الأوراق والدوسيهات المكدسة في مهارة .. حتى أخرج ملف وهو يهتف :
كل الحوادث اللي أتنشرت يوم عيد الحب اللي فات ..
تناوله صفوت في لهفة وأخذ يبحث بسرعة.. لم يكن يعرف عن أي شيء يبحث .. ولكنه أدرك أن في ذلك اليوم حدث شيء هام جدا .. وربما شيء مثير يستحق أن ينشر..
أخذ يقرأ الأسطر في سرعة بصوت مرتفع: حادثة على طريق مصر الصحراوي ..
ضبط موظف في قضية أختلاس ..
إنفجار هائل في منطقة الزمالك ..
صاح صفوت في لهفة : تعرف الأنفجار ده حصل فين بالضبط ؟
ما ان أخبره عصام عن المنطقة حتى هتف صفوت في إنتصار :
دي منطقة قريبة جدا من الكازينو اللي سيف وشذى كانوا فيه .. شكرا يا عصام .. متعرفشي أنت ساعدتني إزاي ..
وواصل قراءة الخبر : إنفجار هائل بين سيارة ملاكي وشاحنة تحمل مادة قابلة للإنفجار .. إصابة ثلاثة أشخاص إصابات خطيرة ، وتم نقلهم إلى مستشفى الدكتور عادل.

شعر سيف بالضياع ، فالرجل الذي كان سيعترف له بالحقيقة الكاملة تم قتله .. أين سيذهب الأن ؟ وكيف سيعرف الحقيقة ؟
وقف في شرود ،ثم سار في تخاذل وقال لنفسه : مفيش غير ياسمين هي اللي تعرف الحقيقة .. لازم تعترف لي .. لازم ..
وهنا أحس بخطوات مسرعة خلفه وما أن حاول الألتفات حتى شعر بضربة هائلة تهبط على رأسه .. ثم أظلمت الدنيا امام عينيه تماما ..

أستيقظ سيف دفعة واحدة وهو يشعر بألم هائل في رأسه ..وحاول وضع كفه على رأسه ولكنه أكتشف أنه مقيد في الجدار بسلاسل حديدية ..
تأمل المكان ليجد أنه مسجون داخل قبو فيلا .. وسمع صوت أقدام في طريقها نحوه ، ليجد ياسمين تهتف به :
أخيرا صحيت ..
سيف: ممكن أعرف أنتي ليه بتعملي كل ده ؟
ياسمين : بجد أنت مش فاكر إيه اللي حصل لك؟
سيف : لأ
ياسمين : طيب حاول تفتكر ركز وأنت هتعرف كل حاجة..
سيف : طيب قولي لي أنتي ..
ياسمين : لأ لأنك لو أفتكرت هنروح كلنا في داهية ..
تذكر سيف الفتاة التي قام بقتلها ، فشعر بحزن هائل وقال في ألم :
يا ريت تسمحيني .. أنا بجد مكنتش أقصد قتل بنتك ..
ياسمين : تقصد بنتنا ..
سيف : إيه ؟
ياسمين : ندى .. بنتي وبنتك ..
سيف : بس أنا عمري ما أتجوزتك ولا شفتك غير يوم ما جيت لك علشان أعرف الحقيقة..
أطلقت ياسمين ضحكة هائلة ، ثم هتفت بصوت عال:
ندا تعالي هنا ..
سيف: مستحيل ..
فأمام أعين سيف الذاهلة دلفت الفتاة الصغير إلى المكان ، وهي تهتف في مرح : بابا .

دلف صفوت إلى مستشفى الدكتور عادل ، وقصد حجرة الأستقبال .. ثم قال للفتاة الجالسة :
لو سمحتي كان فيه مصابين في حادثة إنفجار يوم 14-2-2006 .. ممكن أعرف أسمائهم ؟
الفتاة : ومين حضرتك ؟
صفوت: صفوت وكيل نيابة ، ومسئول عن التحقيق في قضية بترتبط بالحادثة دي ..
أخذت الفتاة تداعب أزرار الكمبيوتر في سرعة ثم قالت :
إبراهيم غباشي .. عادل توفيق .. سيف الدين شعلان ..
صفوت : طيب ممكن أعرف حالتهم كانت إيه؟
الفتاة: إيراهيم تمزقات وحروق من الدرجة الأولى وتوفى بعد ثلاث ساعات من مجيئه ..
الدكتور عادل تم أنقاذه بمعجزة ..
سيف الدين شعلان كانت إصابته عنيفة جدا ، ومات قبل ما يوصل للمستشفى متأثرا بجراحه ..
هتف صفوت غير مصدق وقال: سيف ماله ؟
الفتاة : لقى مصرعه في الحادث متأثرا بجراحه

we b3deeeeeeeeeneh ele hasalasly dodt 2raya

شكراااا اوى

بصراحة معلم

عايزين تانى ها

طبعا مقدرش اتاخر عليكوا اعمل ايه

الحلقة الثامنــــــــــــــــــــــــــ8ـــــــــــــــــــــــــة

شعر صفوت بحيرة بالغة .. وأخذ يتسائل كيف لقى سيف حتفه ؟
إذا من ذلك الفتى التي تدور حوله الأحداث؟
الفتي الغامض الذي لا يعرف ما الذي حدث ..
سيف ..
من هو حقيقة ؟ وما الذي يحدث هنا ؟
سأل صفوت تلك الفتاة مرة آخرى :
طيب لو سمحتي كنت عاوز أكلم صاحب المستشفى ..
الفتاة : حضرتك تقصد الدكتور عادل ومراته ياسمين .. على فكرة الدكتور عادل كان مصاب في نفس الحادث .. وهو الوحيد اللي نجا..
شعر صفوت فجاءة أنه فهم كل شيء وأدرك ما اللذي حدث؟
لذلك هتف بالفتاة قائلا:
طيب يا ريت دكتور خبير في المخ والأعصاب ..
الفتاة : أه الدكتور مازن أحسن دكتور مخ وأعصاب عندنا .. تحب حضرتك تقابله ..
صفوت : يا ريت بسرعة .

شعر سيف بدهشة عارمة ، وذهول كاد يفقده عقله ، فقال بتوتر:
إزاي ده أنا ضربتها بالنار وماتت قدام عيني ؟
ياسمين : الحمد لله أن الطلقة أصابتها بعيد عن القلب ، وبمعجزة قدرت أعالجها .. وطبعا لو كانت ماتت مكنتش هرحمك ..
سيف: أمتى؟ لحقتي تعلجيها أمتى ؟
ياسمين : من شهر تقريبا ..
سيف: مستحيل شهر إزاي ؟ ده أنا لسه ضاربها أمبارح ..
ياسمين : ههههههههههههههههه واضح أنك لسه بتعاني من الضلالات والأوهام .. لو كلامك صح كتفك خف ازاي ؟
حدق سيف في كتف وأخذ يتحسسه بدهشة ..
لقد ألتئمت جراحه تماما .. وهنا شعر القبو يدور حوله وان عيناه تغيبان بعيدا .. بعيدا ..
يوم عيد الحب ..
لقد تذكر ما حدث يومها ..
تذكر شذى وهي تودعه وتقول في حنان:
هتوحشني لغاية يوم الخميس اللي جاي ، لما تيجي علشان تطلب إيدي من بابا ..
سيف: وأنتي كمان يا حبيبتي هتوحشيني أوي ..
شذى : طيب سلام علشان متأخرشي عليهم في البيت ..
سيف: في رعاية الله يا حبيبتي ..
راقبها وهي تنصرف وقد أخذت قلبه معها .. ياه .. كم يحبها ؟
وهنا تذكر الأغنية التي قام بتأليفها .. لقد نسى إعطائها لها ..
وهنا أخذ يحث الخطى .. يبحث عنها قبل أن تنصرف ولكن ..
وجد تلك الشاحنة المشتعلة تندفع في قوة .. وقائدها يصرخ :
أبعدوا كلكم الشاحنة هتنفجر ، والفرامل باظت .. أهربوا يا ناس..
شعر سيف بالفزع فهناك كارثة ستحدث هنا .. لابد أن يحاول الأنقاذ لابد ..
أخذ يهتف بالناس أن يبتعدوا .. وأخذ يطرق أبواب السيارت ..
المارة يركضون في كل الأتجاهات .. ولكن .. دوى إنفجار الشاحنة فجاءة ..
كان إنفجار رهيب بحق .. حتى أن قوته ألقت سيف لمسافة خمسة أمتار و......
: أنا أفتكرت .. بس ده مستحيل .. أنا مت ..
تأملته ياسمين لحظات ثم أطلقت ضحكة عالية وهي تقول :
هو ده بس اللي أفتكرته ؟ موتك .. مفتكرتش الحياة اللي أنا أدتها لك ..
شعر سيف بالحيرة الشديدة وأصاب عقله ذلك الصداع اللعين فهتف في حيرة :
مش فاهم .. مش فاهم حاجة .. هو أنا ميت ولا حي ؟
صوبت ياسمين فوهة مسدسها تجاهه وهي تقول في سخرية :
متتعبشي نفسك في التفكير في الماضي .. خلينا في الحاضر اللي هو ..
جذبت أجزاء المسدس لتجعله في وضع الأستعداد وهي تكمل : أنك هتموت حالا ..
وأنطلقت الرصاصة ترج أرجاء القبو في قوة

دي بقي الحلقة 9 التاسعة
بس ايه جامده موووووووووت

جلس صفوت مع الدكتور مازن (خبير المخ والأعصاب) يتحدثان .. سأله صفوت بشكل مفاجيء:
هو ممكن ننقل مخ رجل متوفي إلى مخ رجل عايش؟
تأمله الدكتور مازن لحظات ، ثم أنطلق يقهقه في قوة : نياهاهاهاهاهاهاهاها
صفوت: هو سؤالي فيه حاجة تضحك ؟
مازن : هو أنت قلت السؤال من غير ما تاخد بالك من التناقض الطريف اللي ضحكني ..
ثم أرتسمت على ملامحه علامات الجدية وهو يواصل :
لو الراجل متوفي فعلا هننقل مخه لشخص عايش ليه ؟ هو ده التناقض لأن بموته مخه بقى ميت هو كمان ومالوش أي فايدة .
صفوت : طيب هو ممكن فعلا نقل المخ من شخص لآخر؟
مازن: علميا مستحيل ،لأن المخ متوصل بالنخاع الشوكي والأعصاب المخية ولو تم فصلهم المخ ينهار ويموت ..
صفوت : طيب إزاي أنا شفت فيلم عن عملية نقل مخ !؟
مازن: دي مجرد أفلام للتسلية .. المخ مش عضو زي القلب أو الكلى يسهل نقله .. ده تقريبا متوصل بكل شيء في جسم الأنسان ولو أتفصل جزء صغير منه تحصل حالة شلل أو موت مفاجيء..
شعر صفوت بالحيرة الشديدة .. لقد كان يعتقد أن عملية نقل لمخ سيف لجسد آخر هو الحل الذي يفسر عدة نقاط ..
إذا ما الذي حدث ؟
وظل سؤاله معلق ... وبلا أي إجابة.

أغمض صفوت عيناه في إنتظار مصرعه ، ولكن لدهشته الشديدة لم يحدث له شيء..
فتح عينيه ليرى كيف لم يمت ؟
ليجد ياسمين تمسك كفها وهي تتألم .. وأمامها يقف أخر شخص يتوقعه في حياته .. الدكتور أحمد .. ذلك الذي عرفه بحكاية الدكتور ياسمين وقام بتوصيله لتلك الفيلا ..
هتف سيف بفرحة : دكتور أحمد جيت في الوقت المناسب ..
أحمد: أنا أسمي الحقيقي صلاح ..
سيف: أحمد صلاح المهم أنك جيت في الوقت المناسب علشان تنقذني .. انت عرفت مكاني إزاي ؟
تأمله صلاح لحظات ثم قال: للأسف أنا مش جاي علشان أنقذك .. أنا في مهمة محدودة والحمد لله خلصت بالقبض على دكتورة يا سمين وعليك يا دكتور عادل ..
شعر سيف بالحيرة الشديدة وأخذ يفكر في كلمات صلاح العجيبة ثم تمتم بحيرة :
مهمة وقبض عليا ! ليه هو أنا عملت إيه ؟
صلاح: أنت والدكتورة ياسمين مطلوب القبض عليكم من أجل إدارة شبكة تجسس وتخابر مع دولة أجنبية معادية .. مما يضر بمصلحة الوطن والكيانات الوطنية والأقتصادية والبنية التحتية و.........
سيف : إيه ؟
صلاح : مطلوب القبض عليكم للتخابر مع دولةإسرائيل .

شعر سيف بذهول شديد وهم يقتادوه إلى مبنى إدارة المخابرات العامة ، ثم نقله إلى السجن الحربي لمحاكمة عسكرية سريعة ..
لم يتوقع أبدا أن يكون في هذا الموقف .. خيانة الوطن ..
ما الذي حدث له؟
أنه يكاد أن يفقد عقله ..
تأمل سيف الجنود وهم يجذبوه من ملابسه في عنف .. ثم يسيرون به ويلقوه في قفص الأتهام وبداخله يجد الدكتورة ياسمين تقف وهي شبه ذاهله ،وما أن رأته حتى صاحت به : أنت السبب .. أنت السبب .. أنت اللي كشفتنا ..
لم يعلق سيف على حديثها .. وتسائل : هل يستطيع إثبات برائته من تلك التهمة الشنيعة ؟
هل سيصدقه أحد عندما يقول أنه سيف وليس عادل هذا ؟
غرق في أفكاره ولم ينتبه لتلك المحاكمة التي أخذت أكثر من ثلاث ساعات إلا على صوت صلاح هذا أو الدكتور أحمد .. لا يهم ..
صلاح: ولذلك لابد أن تكون العقوبة رادعة لكل من تسول له نفسه خيانة الوطن.. شكرا سيادة القاضي ..
القاضي : بناء على الأوراق والمستندات الهامة ، والأجهزة التجسسية التي تم ضبطها .. وثبوت تهمة الخيانة العظمى والتخابر مع دولة أجنبية مما يضر أشد الضرر بمصالح الوطن فلقد حكمت المحكمة غيابيا على المتهم الثالث عوني عبد المنعم (القاتل )وهو الذراع اليمنى للدكتور عادل بالأشغال الشاقة 25 عاما ..
وحضورياعلى الدكتورة ياسمين سراج بالأشغال الشاقة 25 عاما ..
وعلى الدكتور عادل ........
قاطعه سيف وهو يصيح : أنا مش الدكتور عادل .. أنا سيف .. صدقوني أنا سيف ..
هتف القاضي في صرامة : أسكت أحسن لك وبطل دوشة ..
ثم واصل :
ولأنه كان الرأس المدبر لتلك الخلية التجسسية ، وكان زعيمها ومكون أفرادها .. لذلك حكمت المحكمة حضوريا على المتهم الدكتور عادل توفيق بأشد أنواع العقوبة حتى لا تسول له نفسه بتكرار ما سبق من عمليات تجسسية تستهدف أمن وآمان الوطن ..

حكمت المحكمة بإعدام المتهم شنقا

بس اهوه الحلقة العاشرة

هتفت ( عزة)زميلة شذى في العمل .. في غضب قائلة :
هو إيه حكاية الجواسيس اللي بيمسكوهم كل شوية ؟ الواحدة خلاص حاسة أن البلد مفيهاش خير ..
ردت شذى بهدوء قائلة : فيه إيه بس على الصبح ؟
ناولتها عزة الجريدة اليومية قائلة : مسكوا شبكة تجسس ، والغريبة أن رئيسها دكتور !
تناولت شذى الجريدة لتقرأ الخبر ، وما أن رأت صورة سيف حتى هتفت في دهشة : مش ممكن !
عزة: فيه إيه؟
شذى : صورة الراجل اللي مسكوه ده ، هو نفس الراجل اللي كان عامل نفسه خطيبي ..
عزة:صدفة غريبة فعلا .. طيب تفتكري أنه يعرف حاجة عن سيف ؟
لم تجيبها شذى بحرف واحد .. فلقد رأت في الصورة ما أثار دهشتها .. وقالت متعجبة : غريبة جدا!
عزة : إيه هو اللي غريب ؟
تجاهلتها شذى للمرة الثانية وجلست أمام جهاز الكمبيوتر ، ودخلت على موقع البحث الشهير ..
كانت تبحث عن معلومة صغيرة ..
وما أن وجدتها حتى أخذت تقرأها في سرعة ، ثم ألتفتت لزميلتها قائلة بذهول : مستحيل !
عزة : هو إيه المستحيل ؟
شذى : الراجل اللي في الصورة دي ..
عزة: ماله ؟
شذى : هو فعلا سيف ..

جلس ضابط المخابرات (صلاح ) الذي كان مكلف بالقبض على الدكتورة ياسمين على مكتبه ، عندما دخل عليه حارس الأمن قائلا:
فيه وكيل نيابة عاوز حضرتك ..
صلاح : طيب دخله ..
دلف صفوت إلى المكان وألقى التحية على صلاح قائلا :
السلم عليكم ..
صلاح: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
صفوت: أنا جاي لحضرتك مخصوص علشان قصية الدكتور عادل ..
صلاح: مالها قضيته ؟ دي خلاص خلصت وأتحكم فيها ..
صفوت : أنا الأول كنت مكلف بالتحقيق فيها ..
ثم اخذ يروي له كل ما حدث منذ ظهور سيف .. والبصمات وكل شيء ..
صلاح: بصراحة أنا من فترة كنت في مهمة سرية لكشف عادل وعصابته .. بس الكلام اللي بتقوله ده مالوش غير معنى واحد.. أنها محاولة من عادل أنه ياخد شخصية واحد تاني ويعيش بيها ..
صفوت: لأ طبعا لأن كان فيه محاولة لقتله ، وأنا بصراحة مش عارف إيه الحقيقة أنا بحاول أكتشفها ،وانا جاي دلوقتي علشان أعرف مصير الشخص التالت اللي أسمه عوني .. أكيد هو يعرف الحقيقة كلها ..
صلاح وهويشعل سيجارته وقد بدا عليه الأهتمام:بصراحة هو الشخص التالت ده اللي نفسي أقبض عليه .. صحيح أن الشبكة كلها وقعت .. بس مين عارف هو ممكن يعمل إيه تاني؟
هنا دخلت شذى إلى المكتب فجأة وهي تقول : أنا أسفة إني دخلت بالشكل ده بس الحارس حاول يمنعني ..
هتف صلاح متعجبا : وأنتي مين !؟
شذى : أنا خطيبة سيف اللي أنت قبضت عليه في قضية التجسس ..
صفوت : بس أنتي قلتي أنه مش خطيبك!
شذى : أنا كنت فاكرة كدة برضه لحد ما خدت بالي من صورة عادل ده ، وأخرجت الجريدة من حقيبتها وهي تشير إلى صورته ..
صلاح: ومالها صورته ؟
صفوت: أنا كمان مش شايف فيها حاجة ..
شذى : أنا كنت برضه مش واخدة بالي بس لما دققت كويس اتأكدت أنه سيف مش عادل ..
صفوت : وإيه اللي خلاكي تتأكدي !؟
صلاح : ده عادل من أول ما كنت مكلف بالمهمة وهو عادل ده شيء أنا متأكد منه ..
شذى وهي تشير إلى الصورة : طيب ركزوا في الجزء ده كويس ..
ثم أخرجت صورة سيف القديمة وهي تكمل : وقارنوها بالصورة دي..
أخذ كلا من صفوت وصلاح يتأملون الصورة ..
وما أن شاهدوا ما أشارت إليه حتى نظر كل منهما إلى الآخر وهتفا في لحظة واحدة :
مستحيل .. ده فعلا سيف !!

جلست الدكتورة ياسمين في زنزانتها الضغيرة شبه محطمة .. تنظر إلى أركانهاالتي تأكلت من فرط القدم في ذهول ..
وأخذت تحدث نفسها قائلة : بعد كل ده وبعد كل اللي عملته أنكشف ..
وأخذت تستعيد ذكرى بعيدة نسبيا .. منذ عام تقريبا ..
كانت تمارس عملها في مستشفى زوجها الدكتور عادل .. عندما أتاها فجأة من يقول :
دكتورة ياسمين إلحقي الدكتور عادل ..
ياسمين : إيه اللي حصل ؟
الرجل : أتصاب في حادثة جامدة جدا ..
ياسمين : طيب تعالى معايا بسرعة ..
ذهبا سريعا إلى قسم الأستقبال لتجد زوجها ممزقا تقريبا والدماء تنزف من جسدة في غزارة .. فصاحت في فزع: عادل .. عادل ..
اجابها طبيب الأستقبال في حزن : البقية في حياتك ..
صرخت بأعلى صوتها : عاااااااااااااااااادل .. لاااااااااااااااااا..
وهنا وجدت من يسحبها من زراعها قائلا : هدي نفسك بسرعة وفكري في المصيبة اللي هنبقى فيها ..
ألتفتت ياسمين له وقالت : هو أنا ناقصاك يا عوني ..
عوني: عادل مكنشي دكتور بس .. ده كان رئيس شبكة التجسس بتاعتنا ولو الأسرائليين خدوا خبر .. كل اللي أحنا بنناه هيروح وهيتهد..
ياسمين : مش مهم عندي أي حاجة .. أنا جوزي مات ..
عوني: فكري في بنتك .. فكري لو أنكشفنا هيحصل إيه ؟ ممكن نتعدم كلنا وبنتك تتيتم ..
ياسمين: طيب والحل إيه ؟
عوني : تعالي معايا وأنا هفهمك كل حاجة ..
سارا معا حتى وصلا لحجرة قريبة .. فدلفا إليها وعوني يشير إلى رجل مصاب بشدة وهو يقول : المصاب ده أتصاب مع جوزك وشخص تالت .. مش ملاحظة حاجه فيه ؟
ياسمين : لأ قول وخلصني ..
عوني : الطول والعرض والجسم مطابقين لعادل بدرجة مذهلة ..
تأملت ياسمين المصاب الذي كان يتألم بشدة وما أن رأها حتى هتف بها :
هو إيه اللي حصل ؟ أنا فين ؟
ياسمين : حصلت لك حادثة وبنحاول ننقذك منها يا أستاذ ...هو أسمك إيه؟
تأملها المصاب بحيرة وهو يهتف : أسمي ! أنا مش فاكر .. مش فاكر أي حاجة ..أنا مين؟

و بعدين يا ممدوح اية اللي حصل

11
هتف صلاح في دهشة :
بس إزاي لاحظتي الحكاية دي؟
شذى: بصراحة مكنتش واخدة بالي في الأول ، بس لقيت أذن الدكتور عادل في الصورة طبق الأصل لأذن سيف شكيت .. فدخلت على موقع بحث وعملت بحث عن مدى تطابق أذن الأنسان ،لقيت أن ده مستحيل علميا ..
صلاح : طبعا مستحيل تشابه أذن الأنسان بالضبط زي بصمات اليد .. وده علم بنستعلمه في المخابرات لكشف الجواسيس المتنكرة ..
صفوت : بس برافو عليكي يا شذى ..
شذى : طيب ودلوقتي هنتصرف إزاي ؟
صلاح: مشكلة صعبة جدا .. سيف معندوش بصمات أو أي شيء يثبت أنه سيف ..
وعلشان نفتح ملف القضية لازم من أدلة مؤكدة تتقدم للنائب العام ، علشان يقدر يوقف حكم الأعدام ..
صفوت: أعتقد الخيط الوحيد اللي نقدر نمسكه هو عوني ..
شذى : بس يا ريت نلقيه قبل فوات الأوان .. حكم الأعدام قرب جدا .. ده بكره ..

صلاح : قصدك النهاردة الفجر..
صفوت : طيب تعالوا نزور ياسمين أكيد هي عارفه مكان عوني.

زيارة .. نطقها الحارس موجها قوله لياسمين التي جلست في زنزانتها محطمة ذابلة مكتئبة زائغة العينان ..
ألتفتت له في وهن وقالت : زيارة من مين ؟
الحارس: واحد أسمه عوف ..
تألقت عينيها في فرح وقالت : طيب وديني له بسرعة ..
دلفت ياسمين إلى حجرة مأمور السجن الذي ما أن رأها قال: أنا هسيبكم لوحدكم 10 دقائق تتكلموا براحتكم ..
أنصرف المأمور في حين هتفت ياسمين بالشخص الجالس أمامها : عوني مش خايف يقبضوا عليك ؟
عوني: أنا جيت لك بأسمي الحقيقي مش المزيف (عوف) وهمشي على طول .. أنا جاي أبلغك إني مسافر بره ..
ياسمين : تسافر وتسيبني هنا مسجونة لوحدي !؟
عوني: مفيش قدامي حل تاني لازم أهرب بأسرع وقت ..
ياسمين : طيب وبنتي دي ملهاش حد غيري مين هيربيها؟
عوني : أنا دخلتها ملجأ أيتام وهما هناك حيخدوا بالهم منها..
ياسمين : إيه ؟ دار أيتام يا عوني أنت أكيد أتجننت ..
عوني : أنا خلاص ميعاد طيارتي قرب .. بس مقدرشي أمشي من غير ما تاخدي هديتك ..
ياسمين : هدية إيه ؟
أخرج عوني من جيبه محقن وبسرعة البرق غرسه في ذراعها قائلا : سم ..
أنطلق السائل السام يتدفق في عروقها بسرعة وعوني يستطرد :
بس متخفيش مش هتحسي بأي ألم ..
شعرت ياسمين بألم حارق ينتشر في عروقها بسرعة مذهلة ، وأحست بالحجرة تدور من حولها .. فهوت على الأرض في ضعف والسم يأتي بمفعوله سريعا ..
عوني باسما : باي باي يا دكتورة ..
أنصرف عوني في سرعة بينما ياسمين تكافح لألتقاط أنفاسها وهي تردد في وهن وذهول : ألحقوه ده .... ده قتلني .

أنطلق عوني مسرعا في إتجاه سيارته .. لقد أنهى أخر خيط قد يقود إليه ، ولن يعثر أحد على أي أثر له على الأطلاق ..ولكن ..
هل هو حظه السيء ؟ أم حظهم الحسن ؟ عندما لمحوه دالفا إلى عربته ..
هتف صفوت في قوة : عوني أهو ..
سمع عوني الهتاف فألتفت في سرعة ليرى صلاح وصفوت يركضون نحوهه في سرعة ومن خلفهم شذى تحاول اللحاق بهم .. فأخرج مسدسه في سرعة وأطلق تجاههم النار ..
أطاحت رصاصته بصلاح فهوى أرضا والدماء تنزف من صدره ..

بغذارة.

12
شعر صلاح بألم هائل يسري في صدرة والدماء تنزف بغذارة ،وصفوت وشذى يصيحون : صلاح..
صلاح في وهن: ألحقوه بأي طريقة مش لازم يهرب..
صفوت: شذى خليكي معاه وأطلبي عربية إسعاف بسرعة..
ثم أنطلق يركض تجاه عوني بكل قوته ..
قفز عوني بسرعة بالغة داخل سيارته ،وأدارها بسرعة ثم أنطلق بها بسرعة جهنمية ..
عاد صفوت مرة آخرى ليركب سيارته ، وينطلق خلف عوني في مطاردة مثيرة..
كانت سيارة عوني تشق الطريق كالبرق،ولكن صفوت ظل ورائه يتبعه كظله ..
المارة يصرخون في فزع ويتقافزون بعيدا عن سباق السيارت المحموم هذا ..
سيارة عوني تزداد إبتعادا عن صفوت ، الذي لم يجد أمامه سبيل آخر غير إطلاق النيران..
أنطلقت رصاصات صفوت مجاهدا أن يصيب الأطارت ولكن عوني كان يقود كالشيطان .. وظل يناور رصاصات صفوت في مهارة شديدة ..
زاد صفوت من سرعة سيارته حتى أصبح بجانب عوني ، ولكن هذا الأخير أخذ ينحرف بشدة حتى صدم جانب سيارة صفوت .. ولكن صفوت أيضا أقترب منه كثيرا وأخذ يحتك به بقوة محاولا إخراجه عن الطريق ..
وفجأة ظهرت تلك الشاحنة في الطريق المعاكس وحاول كلا من صفوت وعوني تفاديها ولكن ..
كان الأرتطام حتميا مع سرعتهم البالغة .. وكان الأصطدام مروعا..
تهشمت مقدمة سيارة عوني تماما .. أما صفوت فلقد أنقلبت سيارته رأسا على عقب عدة مرات ،قبل أن تستقر على ظهرها وعجلاتها إلى الأعلى تدور في الفراغ..
أمتدت كف صفوت المليئة بالدماء تتلمس طريقها خارج السيارة ، وبصعوبة بالغة أندفع خارج سيارته ..
كانت الدماء تسيل من عدة مواضع من جسده ، ولكنه لم يهتم .. فشخص بريء سيتم إعدامه .. ولابد أن يبذل المستحيل لأنقاذ رقبته من حبل المشنقة ..
تأمل سيارة عوني المهشمة .. ورآى عوني نفسة محشورا وسط حديد السيارة يجاهد كي يخرج ..
هتف صفوت به في قسوة: أخيرا وقعت ..
عوني بضعف وألم: ألحقني أنا بموت ..
صفوت : أعترف الأول باللي حصل لسيف وأنا هنقذك ..
عوني: الدكتور عادل الحقيقي مات ، وسيف مش هو الجاسوس سيف كان فاقد الذاكرة و....... و.........
صفوت : كمل بسرعة ..
عوني: أنقذني بسرعة أنا حاسس إني إني ..
أسرع صفوت يحاول إنقاذه ولكن ..
عوني أخذ يردد بعض الحروف عدة مرات قائلا: ح .. خ ..
صفوت : أنطق عاوز تقول إيه ؟
عوني: بوابة الخريف..
نطقها عوني ثم هوت رأسه على صدره فاقدا الحياة ..
وهنا .. ومع كل الآلام والأصابات التي التي أصابت صفوت هوى أرضا فاقد الوعي.

أنطلق في ساحة السجن علم كئيب أسود اللون ، علامة على دنو موعد الأعدام..
وكان سيف يجلس في زنزانته الرطبة المظلمة بملابسه الحمراء غائبا عن الوجود..
لقد مضت أيام السجن سريعا وحان وقت الأعدام ..
ليته يعرف ما الذي حدث ؟
ليته عرف الحقيقة ..
ولكن..
هكذا الدنيا .. قاسية ..
تناهى إلى صوته رنين معدني ، ورآى حارس السجن يدلف إليه قائلا كلمة واحدة : الميعاد..
يا لسؤ الخاتمة .. أتهام بخيان عظمى .. وإعدام ..
وهنا لم يتمالك سيف أعصابه فهتف قائلا: والله العظيم أنا مش عادل أنا سيف.. حتى أسئلوا ياسمين .. هي عارفه كل حاجة ..
لم يجيبه الحارس ولكنه تعاون مع زميلة وقاموا بسحب سيف بعنف بالغ قائلا:
تعالى يا خاين بلدك ..
سيف : يا ناس أنا بريء .. أنا سيف والله العظيم سيف ..
ولكن ما من مجيب.

أستيقظ صفوت دفعة واحدة ، ليجد نفسة راقدا على فراش في أحد المستشفيات.. فهب واقفا في سرعة وهو يهتف :
سيف.. الأعدام..
لكنه شعر ببعض الألم من جراء إصابته .. ولكنه تحامل وأسرع محاولا الخروج من حجرته ، ولكن أحد الممرضات حاولت منعه قائلة :
يا فندم أنت لسه مصاب ولازم تستريح ..
صفوت: مفيش وقت لازم ألحق بسرعة ..
أنطلق صفوت يركض بكل سرعته مغادرا المستشفى .. وكان عليه أن يلحق ميعاد تنفيذ الأعدام بأي وقت .

دلف الحارسان إلى الحجرة المخصصة بالأعدام .. وبصحبتهم سيف الذي مازال يردد بوهن: أنا سيف..
كان داخل الحجرة عدة رجال من بينهم مأمور السجن والنائب العام شخصيا ومندوب من إدارة المخابرات العامة المصرية .. وكان بصحبتهم مفتي الديار المصرية ..
أخذ مأمور السجن يردد أسباب الأعدام وتاريخه وساعته ..
والمفتي أخذ يردد بعض الأيات القرأنية ..
وتم دفع سيف بعد أنا تم تعصيب عيناه إلى منصة الأعدام ..
أخذ الجلاد المسئول عن الأعدام يحيط عنق سيف بأنشوطة قوية من الحبال ..
ووقف في إنتظار أمر الأعدام .. عندما دلف صفوت فجأة وهو يهتف : وقف الحكم بسرعة..
ألتفتت وجوه الرجال الحاضرين في دهشة وأستنكار ، وهتف مأمور السجن:
أنت مين وإزاي دخلت هنا ؟
صفوت: أنا صفوت وكيل النيابة وكنت مسئول عن قضية سيف ..
المأمور : سيف مين؟
صفوت : سيف اللي أنتم فاكرينه عادل..
هتف النائب العام في صرامة: أستاذ صفوت محدش يقدر يوقف حكم الأعدام غير بأمر مني أنا شخصيا .. وتجاوزك ده هيتسبب لك في أذى عنيف ..
صفوت: يا فندم أنا لقيت المتهم الهارب عوني وهو أعترف لي أن عادل الحقيقي مات .. واللي حيتعدم ده واحد تاني أسمه سيف ..
النائب العام: معاك دليل للكلام اللي بتقوله ده..
صفوت : لا يا فندم بس..
قاطعه النائب العام قائلا : يبقى خلاص الحكم لازم يتنفذ..
صفوت : بس ده المجر أعترف لي ..
النائب العام: مش كفاية .. لازم أدلة ومستندات ..
ثم ألتفت إلى الجلاد هاتفا : نفذ الحكم يا بني ..
أمتدت يد الجلاد لتجذب العصا المسئولة عن فتح الطاولة أسفل سيف .. ولكن ..
أنطلقت رصاصة صائبة لتخترق كفه في قوة ، وصفوت يهتف : وقف الحكم بسرعة ..
تأمل الجميع المسدس الذي يشهره صفوت في ذهول .. وهتف النائب العام في صرامة: أنت أكيد أتجننت ..
ثم ألتفت إلى الحراس قائلا: أمسكوه ..
أطلق صفوت عدة طلقات في الهواء ، ثم صوب فوهة مسدسه تجاه رأس النائب العام شخصيا وهو يقول:
وقف الحكم بقول لك.

13

تكهرب الجو العام..
الجميع يحدق في صفوت بذهول ..
وسيف معصوب العينين غير مصدقا لما يسمعه ..
الحارسان قاما بدورهم بتصويب أسلحتهم تجاه صفوت في إنتظار أي حركة تبدر منه ..
كان جميع من في الغرفة قد تجمدوا وكأنهم لوحة مرسومة تعبر عن الذهول وعدم التصديق ..
ولكن صفوت قطع حبل الصمت بحركة أشد غرابة عندما جذب النائب العام ، وأحاط رأسه بيده .. ثم صوب المسدس إلى صدغه قائلا: خليهم يرموا أسلحتهم ويفكوا سيف ..
النائب العام: أنت أكيد مجنون .. أنت عارف حيحصل لك إيه ؟
صفوت : وأنت عارف لو مسمعتش كلامي هيحصل لك إيه ؟ هقتلك ..
ثم ألتفت إلى الجميع قائلا: الكل يرقد على الأرض ..
ثم أشار للجلاد قائلا : وأنت فك السجين بسرعة ..
ألتفت الجميع للنائب العام في إستفسار صامت .. فأحنى النائب العام رأسه بالموافقة والتصديق على كلمات صفوت ..
ما أن تم نزع العصابة من فوق رأس سيف حتى تنفس الصعداء وقال : بصراحة يا أستاذ صفوت مش عارف أقول لك إيه ؟ بس ما فيش دليل يثبت برأتي .. وأنا رأيي تسيبني أواجه مصيري ..
صفوت: الكلام ده كان قبل ما أتورط في المصيبة دي .. بس دلوقتي ما عدشي ينفع .. يا نثبت برائتك يا نروح كلنا في داهية ..
سيف: بس أنت مش مسئول عن اللي بيحصل لي ..
صفوت : ولما أموت وأقف قدام ربنا ويسئلني عملت إيه لما شفت واحد مظلوم ؟ أنا مقدرشي أستحمل ذنب كبير زي ده ..
ثم وجه صفوت كلماته للجميع قائلا : أنا هخرج دلوقتي ومعايا سيف والنائب العام .. وأي حد هيحاول منعي هقتله ..
خرج صفوت وهو مازال ممسك بالنائب العام ، ومسدسه موجه إلى صدغه .. وإلى جواره يسير سيف في صمت .. حتى خرجا خارج أسوار السجن .. والجميع عاجز عن إتخاذ أي قرار ..
أنطلق صفوت مسرعا تجاه سيارته ، وبصحبته سيف .. أما النائب العام فقد قام بتركه وهو يقول : أنا أسف يا فندم لو كنت أتهورت بالشكل ده ..
ثم أنطلق بسيارته بسرعة كبيرة ..
هتف مأمور السجن قائلا : جهزوا عربيات المطاردة بسرعة و.........
قاطعه النائب العام قائلا : متعملشي أي حاجة ..
المأمور: إزاي يا فندم ده جاسوس هارب وتهديد بالقتل ..
تنهد النائب العام بقوة ثم قال: أصبر شوية لما نشوف الحكاية إيه ؟ ونعرف حكاية سيف اللي سمعناها دي .. يمكن فعلا يوكن مظلوم وزي ما قال صفوت ( ده ذنب محدش يقدر يستحمله)..

أستيقظ صلاح (رجل المخابرات ) وشعر بألم حاد يمزق صدره فتأوه في ألم ..
وهنا سمع صوت شذى وهي تقول: حاول تستريح ..
تلفت صلاح حوله ليجد نفسه راقدا في أحد المستشفيات ، وضمادة بيضاء تحيط بصدره فتسائل قائلا: هو إيه اللي حصل؟
شذى : أنا أستدعيت عربية إسعاف .. والدكاترة خرجوا الرصاصة من صدرك وأنقذوا حياتك و......
قاطعها صلاح قائلا : مش قصدي أنا أقصد سيف ..
شذى : أنا رحت أزور ياسمين بس للأسف لقيتها ماتت مقتولة بالسم .. عوني قتلها قبل مانوصل ..
صلاح: طيب وحكم الأعدام وصفوت ؟
أشارت شذى بدون أن تنطق إلى جهاز التلفاز ، الذي كان يذيع خبر هروب جاسوس بواسطة وكيل نيابة .. سابقا .

أخذ صفوت يعالج قفل فيلا الدكتورة ياسمين وسيف يسئله في حيرة : طيب هندخل الفيلا ليه؟
صفوت: أكيد هنلاقي دليل برائتك هنا ..
سيف : طيب وعوني مقالشي حاجة قبل ما يموت غير أن عادل الحقيقي مات ..
تذكر صفوت تلك الكلمات الغامضة الذي كان يرددها عوني قبل مصرعه فقال: بصراحة هو قال كلمات غريبة شم مفهومة ومعتقدشي ليها دخل بموضوعك..
سيف: عاوز تفهمني أن واحد وهو بيموت هيقول كلام من غير ما يقصد من وراه حاجة !! بصراحة صعب أوي..
صفوت : أنا أول مرة أخذ بالي من كدة .. بس بصراحة كلامه مش مفهوم ..
قالها ثم أبتسم في إنتصار عندما إستطاع دخول الفيلا ..
فدلف إليها وبصحبته سيف .. كان المكان مظلما فقال صفوت : ده أأمن مكان ممكن نستخبى فيه .. وكمان نقدر ندور على أي دليل لبرائتك ..
سيف : طيب قولي لي إيه الكلام اللي قاله عوني قبل ما يموت ..
أخذ صفوت يحاول تذكر الكلمات ثم قال : هو قال حرفين ح .. خ .. بعد كدة قال جملة ملهاش أيم معنى ..
سيف : طيب قول بسرعة ..
صفوت : باب الخريف .. لأ بوابة الخريف ..
سيف: ومعناه إيه الكلام ده ؟
صفوت : أنت بتسئلني أنا ؟
أخذ سيف يحاول معرفة ما وراء الكلمات فأخذ يردد : بوابة الخريف .. ح ..خ..
طيب هو كان يقصد حرف فعلا ولا مكنشي عارف يكمل الجملة ؟
صفوت: بيتهئلي كان بيقطع في الكلام ..
سيف : طيب إيه الكلمات اللي أولها ح .. حي ..حياة .. حصان ..
أنطلق صفوت يقهقه في مرح قائلا : حمار..
لم يستطع سيف منع نفسه من الأبتسام وهنا لفت نظرة لوحة جدارية باهرة الجمال .. معلقة فوق جدار صالة الفيلا .. فهتف في إنفعال :
أنا عرفت كان يقصد إيه ؟
تأمل صفوت اللوحة التي كانت تمثل حديقة رائعة الجمال تتوسطها نافورة بيضاء .. فألتفت نحوسيف متسائلا : مش فاهم .. تقصد إيه ؟
أشار سيف إلى اللوحة قائلا بكل حماس : حدائق خلف بوابة الخريف .

*****************************************************************

14

تأمل صفوت اللوحة في دهشة ، ثم قال: تقصد إيه ؟
سيف: اللوحة دي لفنان امريكي معاصر أسمه توماس كينكيد ، واللوحة دي من رسوماته الشهيرة .. أكيد عوني كان يقصدها.
أقترب صفوت من اللوحة يتأملها في دهشة ويتفحصها مدققا ، ثم حاول تحريكها من مكانها ، ولكن محاولته كانت فاشلة .. فتسائل في حيرة: طيب نفهم إيه من اللوحة دي؟
سيف: أكيد فيها سر!
صفوت: سر إيه وإزاي وفين؟ دي مجرد لوحة مرسومة ومفيش وراها مثلا خزانة سرية ولا حتى عليها أي كتابة بالشفرة!
أقترب منها سيف وأخذ يتأمل كل مليمتر فيها ، كان أمله الذي سينقذ عنقه من حبل المشنقة وأيضا كشف غموض الذي حدث له ،هو أن يجد مفتاح السر في هذه اللوحة ، فمن غير المعقول أن عوني هتف بإسمها وهو على حافة الموت هكذا بلا سبب..
لمح فجأة نقش عجيب متناهي الصغر في منتصف رسمة النافورة فهتف صائحا :
تعالى بص تفتكر الرسمة دي طبيعية ؟
تامل صفوت ما اشار إليه ليجد نقش صغير جدا لثقب باب في قلب النافورة ، فتحسسها بأنامله ،وقال: مجرد رسمة غريبة بس مش لاقي لها أي دلالة ..
سيف: أعتقد دي إشارة لباب سري في مكان تاني ..
صفوت : مكان تاني فين ؟
أخذ سيف يفكر في عمق ثم هتف فجأة : هو مش فيه نافورة في جنينة الفيلا..
تأمله صفوت لحظات ثم قال في حماس: برافو عليك يا سيف ، أكيد هو ده المكان المقصود على اللوحة.. يلا بينا ندور هناك.

هتف صلاح (رجل المخابرات ) بشذى بعد أن شاهد على شاشة التلفاز أخبار هروب سيف بمعاونة صفوت :
يلا ندور عليهم بسرعة دول أكيد محتاجين مساعدتنا..
شذى: أنا خايفة ..
صلاح: خايفة من إيه ؟
شذى: خايفة على سيف بعد كل اللي حصله ده وفي الأخر منعرفش نثبت برأته ..
صلاح: سبيها على ربنا ، وأحنا نحاول نعمل اللي علينا..
شذى: طيب تفتكر هما هربوا على فين؟
صلاح: مفيش غير مكانيين ممكن يروحوهم .. المستشفى والفيلا علشان يقدروا يدوروا على أي أدلة للبراءة ..
شذى: طيب نروح دلوقتي فين؟
صلاح: نروح المستشفى الأول ، عندي حاجات مهمة لازم أعرفها الأول.

تأمل سيف الثقب الصغير في النافورة المتوسطة لحديقة الفيلا وهتف في سعادة:
كلامنا طلع صح مليون في المية ، أكيد دليل برأتي مستخبي جوه النافورة .. بس هنلاقي المفتاح إزاي؟
أخرج صفوت مسدسة مصوبا فوهته تجاه ثقب الباب الصغير الذي يتوسط النافورة قائلا: معايا مفتاح من نوع خاص ..
ثم اطلق رصاصة صائبة أخترقت الثقب في قوة ، فأندفع تجاه الباب الصغير ليجذبه في سرعة قائلا: دلوقتي هنعرف الحقيقة كلها ..
تأمل سف الفجوة التي تقع خلف الباب الذي قام صفوت بفتحه ، ومد يده بأمل باحثا في جوفها لتصطدم أنامله بعلبة معدنية متوسطة الحجم ، فتناولها بلهفة وقام بفتحها متأملا ما بداخلها ، ليرقص طربا وهو يقول:
أوراقي البطاقة الشخصية وورق الشغل حتى الأغنية اللي كتبتها لشذى موجوده أهه ..
ربت صفوت على كتفه قائلا: طيب يلا نهرب من هنا بسرعة ، زمان البوليس جاي بعد الطلقة اللي ضربتها ..
لم يلتفت سيف له وأنهمك في فحص الاوراق حتى وجد ذلك الخطاب ، كان من عوني وكانت كلماته تقول ..
أنا مش عارف ليه خبيت الأوراق دي ، بس بصراحة خايف من أي ظروف تحصل ، علشان كدة أمنت نفسي بالورق ده ومعاه شريط كاسيت متسجل فيه المحادثة اللي دارت بيني وبين ياسمين يوم حادثة زوجها عادل ووفاته ..وكمان الورق الأصلي لسيف وورق العملية اللي غيرناه .. كل حاجة تقريبا تثبت أن زوجها مات فعلا.. عوني منير .
تأمل سيف شريط الكاسيت في سعادة قائلا: دليل برأتي .. دليل برأتي..
جذبه صفوت من ذراعه قائلا : مش وقته دلوقتي يا سيف البوليس ممكن ييجي في أي لحظة ..
أعقب أخر حرف من كلماته ضوء قوي أنار حديقة الفيلا كلها .. وصوت يهتف من جهاز مضخم للصوت قائلا:
البوليس محاصر الفيلا .. أستسلموا أفضل لكم .. وأي حركة عدوانية أنا مش مسئول عن رد الفعل ..
الحل الوحيد لكم الأستسلام.. بكرر أي حركة عدوانية هتقابل بمنتهى العنف

15

دلف ضابط المخابرات (صلاح) إلى مستشفى الدكتور عادل وبصحبته شذى.. لم يكن مجيئه بسبب شيء محدد ولكنه أراد أن يبحث عن شيء قد يساعد سيف في محنته..
تأمل تلك الفتاة الجالسة أمام جهاز الكمبيوتر ، وقال لها:
أنا صلاح من إدارة المخابرات العامة ..ممكن أعرف سجلات المستشفى فين؟
هي: حضرتك كل شيء متخزن على جهاز الكمبيوتر ده.
صلاح: طيب بعد إذنك ممكن تقومي ثواني.
نهضت الفتاة وجلس صلاح مكانها ، وأخذ يجري بأصابعه على أزرار الكمبيوتر.كان يبحث عن تقارير يوم دخول سيف المستشفى ، فهو يعلم أنه كان يوم عيد الحب ..
أشارت شذى بأصبعها قائلة : معناه إيه الكلام ده؟
صلاح: دي عملية تجميل لعادل لأصلاح معالم وجهه من الحادثة .
شذى : عادل اللي مات يوم الحادثة.
صلاح: كنت فاكرك ذكية .. أكيد عملية التجميل دي أتعملت لسيف .. مش عادل.

أستسلم كلا من سيف وصفوت لرجال الشرطة الذين يقومون بتقييد معاصمهم بقيود حديدية .. وهتف الضابط القائم بالعملية قائلا:
مكنتش أتوقع منك يا صفوت أنك تساعد جاسوس بيهدد أمن مصر القومي.
صفوت: الجاسوس اللي تقصدوه مات من سنة.
الضابط: مات إزاي وهو واقف قدامي!؟
صفوت: ده مش عادل ده سيف ..
الضابط: سيبك من التخاريف دي لما نروح نقابل النائب العام علشان هو بنفسه مشرف على القضية دي .. دا أنت قومت عليك البلد كلها.

تأمل النائب العام صفوت وسيف ثم قال: أنت ورطت نفسك يا صفوت في قضية على أعلى مستوى أمني .. الوزير بنفسه طالب تحقيق في الموضوع على أعلى مستوى ..
صفوت: يا فندم ده سيف مش عادل .. عادل الحقيقي مات ، ومعانا أوراق ومستندات تثبت الحقيقة..
أخرج سيف من طيات ملابسه لاوراق وشريط الكاسيت ليقدمهم للنائب العام قائلا: أتفضل حضرتك شوف الأدلة وأحكم بضميرك..
أخذ النائب العام يتأمل الأوراق ويقلبها ثم أمسك شريط الكاسيت وقال:
لو الكلام ده صحيح يبقى أنت يا سيف أكتر واحد شفته بيتظلم في حياتي كلها..
قام بوضع شريط الكاسيت في الجهاز المخصص لذلك ثم أداره لينبعث صوت ياسمين وهي تهتف: ده يا عوني فاقد الزاكرة ..
(صوت عوني): شفتي الحظ بيخدمنا إزاي ..
(صوت ياسمين): طيب وإيه المفروض نعمله دلوقتي ؟
( صوت عوني): عملية تجميل بسيطة وهيبقى نسخة طبق الأصل من عادل .. ولما نخلص العميلة نوهمه أنه جوزك وأسمه عادل.. ونفهمه أن ندى بنته ..
ياسمين: طيب ده مش كفاية فيه حاجات تانية غير الشكل ؟
عوني: ممكن بعملية جراحية نشيل بصمات إيده كمان ..
ياسمين : بس ده مستحيل علميا البصمات عمرها ما تتشال لأنها مطبوعة في اللحم كمان..
عوني: خلاص ممكن أصدقائنا في إسرائيل يدونا كمية صغيرة من البولي إيثلين ..
ياسمين: وده يطلع إيه ده كمان؟
عوني: دي مادة مطاطية هنزرعها في كف سيف ده وهتخفي بصماته وفي نفس الوقت محدش هيقدر يفرقها عن الجلد الطبيعي ..
ياسمين: طيب أفرض أن الذاكرة رجعت له ؟ ما هو مش معقول أنه هيفضل فاقد الذاكرة للأبد!
عوني: وقتها بقى نخلص منه نهائي .. نقتله.

الحلقة الأخيرة

أندفع صلاح( ضابط المخابرات )فجأة إلى الحجرة وخلفه شذى .. تأمل الجميع لحظات ، ثم قال:
- أنا أسف يا فندم على إقتحامي الأودة من غير إذن ، بس أنا لقيت دليل أكيد على برأة سيف.
أبتسم النائب العام في حنان أبوي ، وقال:
كلكم عاوزين تثبتوا برأته .. خلاص يا سيدي البراءةظهرت .
أرتسمت على شفة شذى فرحة طاغية ، وقالت:
- بجد .. عرفتوا الحقيقة خلاص.
النائب العام: طبعا هو أحنا بنلعب والبركة في صفوت اللي هيتعاقب بسبب طيشه .
وجم صفوت لحظات ثم قال في هدوء:
- أنا على إستعداد لتحمل أي مسئولية .
النائب العام:
- متخفشي أنا هقف جانبك وهخلي العقوبة مع إيفاق التنفيذ.
إندفعت شذى إلى سيف بكل لهفة وحب وقالت:
- سيف أنا أسفة على كل اللي حصل لك . بس أنت عارف أنا مكنشي عندي أي فكرة.
سيف: عارف يا روح قلبي وأنا عمري ما زعلت منك أبدا ، أنا كل اللي كان مزعلني الأحداث الغريبة اللي كانت بتحصل لي. وأكيد أنتي ملكيش أي ذنب.
هب صلاح واقفا وقال: وبالمناسبة السعيدة دي وظهور براءة سيف أنا عازمكم كلكم بالليل على العشاء ، موافقون.
هتف الجميع في وقت واحد : موافقون.

شعر سيف بسعادة طاغية وهو يرتدي ملابسة ، لقد أنتهى كل شيء ، تم إثبات براءته وأستعاد بصماته أخيرا بعد عملية صغيرة لأزالة تلك المادة المطاطية العجيبة . والآن هو على موعد العشاء الذي قام صلاح بدعوتهم عليه ..
أنطلق الهاتف يرن في إلحاح ، فتناول السماعة وقال: آلو.
شذى: إيه يا سيف خلصت ولا لسه.
سيف: أنا خلاص نازل أهه يا حبيبتي .
شذى : طيب بسرعة علشان تلحقنا أحنا كلنا قاعدين مستنيينك. شهل بسرعة.
أندفع سيف مغادرا شقته التي إستعادها أخيرا. وأنطلق في طريقه إلى كورنيش النيل ، حيث ينتظروه كلا من شذى وصلاح وصفوت .
وبعد فترة غادر سيارة الأجرة وأندفع تجاه المائدة التي يجلسون عليها وهتف في مرح: السلامو عليكو.
تأمله ثلاثتهم في حيرة وقال صفوت :
- هو حضرتك تعرفنا؟
أرتج قلب سيف فجأة وأحس بهلع رهيب فهتف صارخا:
- لأ مش هنعيد الموضوع من تاني.
صلاح: موضوع إيه حضرتك أنت مين؟
سيف: أنا سيف. أنتم فقدتوا الذاكرة ولا إيه؟
أنطلق الثلاثة يقهقهون في مرح شديد حتى كاد صفوت أن يقع من فوق مقعده ، في حين قالت شذى ضاحكة:
- أقعد يا سيف إحنا بنهزر معاك.
تنفس سيف الصعداء ، وقال في إرتياح:
- أنا بصراحة أتخضيت ، قلت الحكاية هتتعاد تاني ولا إيه؟
صفوت: لأ متخفشي إحنا قلنا نهزر معاك شوية .
سيف: هزار تقيل . المهم في شوية نقط لسه مش عارف أفسرها.
صلاح : زي إيه.
سيف: إزاي لما كنت مع شذى وبعد كدة روحت البيت ، مفتكرتش أي حاجة من الأنفجار ولا المستشفى ؟ وإزاي كمان لقيت نفسي قريب من البيت ؟
صفوت: بص يا سيف ، أنا طبعا شغلي في الشرطة خلى عندي قدرة مش بطالة عن الأستنتاج، وتقريبا لما حصلت لك الحادثة فقدت الذاكرة نهائيا من بعد ما مشيت من عند شذى . وده تقريبا من شدة الحادثة . وأكيد عقلك الباطن كان بيحاول يرجع لك الذاكرة ومن غير ما تدرى روحت عند مكان بيتك ، ورجعت لك الذاكرة فجاءة فنسيت كل اللي مر بيك وما أفتكرتش غير بس لحظة شذى وأنت بتسيبها ومروح بيتك.. يعني ببساطة نسيت حكاية الدكتورة ياسمين والمستشفى . وكأنك بالضبط محصلشي لك أي حادثة نهائي.
سيف : طيب وحكاية الدم الأخضر؟
شذى: أنا أقول لك.. من ساعة ما قلت لنا الكلام ده النهاردة وأحنا خارجين من عند النائب العام وأنا بفكر في الموضوع الغريب ده .. قلت أدخل على الأنترنت وأعمل بحث عن كلمة دم أخضر تعرف لقيت إيه؟
سيف : إيه؟
أخرجت شذى من حقيبتها ورقة مطبعو وأخذت تقرأها قائلة:

أنتابت الأطباء بمستشفى فرنسى حالة من الذهول والدهشة فى اثناء إجرائهم عملية لأحد المرضى، عندما وجدوا أن لون دمائه أخضرغامق
الأطباء بمستشفى ( سان بول ) أبدوا مخاوفهم الشديدة عندما شرعوا فى اجراء عملية قسطرة للمريض الذى يبلغ من العمر 42 عاما ،
وفور اكتشاف هذه الحالة النادرة قام الأطباء بأخذ عينة من دم المريض لإجراء الفحوصات ومعرفة السبب وراء هذه الحالة، حيث تبين وجود مادة ( السلفيموجلوبين ) وهى عبارة عن مادة مشتقة من الهيموجلوبين تتشكل نتيجة رد فعل كيميائى بعد تناول أدوية خاصة لعلاج الصداع النصفى بجرعات أعلى من المسموح به.وبتوقف المريض عن أخذ هذه الأدوية عاد لون دمائه الى اللون الاحمر الطبيعى

هتف سيف في حيرة قائلا: ومعناه إيه الكلام ده؟
شذى: معناه إنك كنت بتاخد دوا للصداع النصفي بس بكميت عالية .
وقال صفوت مكملا: وأكيد الصداع ده جالك والذاكرة بتحاول ترجع لك . لأن الوقت بينهم مش كبير . أولا جالك صداع نصفي وبعد كدة أخدت جرعات عالية من العلاج وأخيرا رجعت لك الذاكرة .
صلاح: وبكدة تبقى كل نقطة محيراك أتعرفت وتقدر تمارس حياتك بشكل طبيعي.
أبتسمت شذى في دلال وهي تقول: ونقدر نكمل الموضوع اللي اتأخر سنة كاملة .. نتجوز.
أمسك سيف كفها وطبع عليه قبلة حانية ، فهتف صفوت قائلا: لو مش عيب كنت زغردت لكم .. بس حقيقي أنا فرحان جدا أن الموضوع خلص ، وكمان هتتجوزوا.
سيف: لسه الموضوع مخلصشي.
هتف الجميع في دهشة : إيه؟
قال سيف في حرج : ناقص حاجة واحدة صغيرة ، ده طبعا لو شذى وافقت .
نظرت شذى له بنظرات متسائلة، فأجابها سيف قائلا:
- ندى بنت الدكتورة ياسمين. أبوها مات وأمها كمان وهي دلوقتي ملهاش حد ياخد باله منها. وعوني دخلها بيت أيتام زي ما عرفنا.
أبتسمت شذى قائلة: ده شعور نبيل منك يا حبيبي ، وبصراحة معنديش أي مانع نكفلها وناخد بالنا منها.
هتف صلاح قائلا في جذل : خلاص يبقى فرحكم يتحدد الخميس الجاي على طول وكمان تربوا ندى ، وطبعا طبعا كلنا معزومين على الفرح . موافقون .
هتف الجميع في مرح شديد : موافقون .
وفجأة أقتربت منهم شلة من العازفين أخذوا يعزفوا مقطوعة موسيقية رائعة ، وهب سيف واقفا في سعادة : أخر حاجة بقى نهائي .. الأغنية اللي كنت كاتبها لك ومعرفتش أديها لك .. أنا قررت أعمل لك مفاجأة وأغنيها لك .. إيه رأيك في المفاجأة دي.
هتفت شذى بسعادة طاغية : معقول أغنية ليا أنا !؟
سيف : طبعا يا حبيبتي ، هو عندي حد أغلى منك أغني له ..
ثم أخذ يغني تلك الأغنية التي تأخرت طويلا ، وهتف يشدوا مع الألحان قائلا:

سألوني الناس عنك
وقالوا لي إيه وصفك
رديت وأنا كنت خايف
خايف أكون ظالمك
ووصفت وقلت إنك
زي الموجة الهادية الدايبة في قلب الغدير
زي الزهرة النادية الفايحة بالعطر وبالعبير
زي الفجر بيولد نور
زي الؤلؤ جوه بحور
رقيقة زي نسيج الحرير

زي أميرة جميلة جليلة في قصر الندى
زي الشمس تضوي تدفي من برد الشتا
زي الطفل لطيف ووديع
زي الوردة في فصل ربيع
وقلبك تملي يطرح خير

سألوني الناس عنك
وقالوا لي إيه وصفك
رديت وأنا كنت خايف
خايف أكون ظالمك

وفي النهاية بحب اشكركم علي كل الردود بتاعتكم

الللة
بجد تحفة اوي و الاغنية جامدة موووووت

جامدة أخر حاجة يا ممدوح
شكرا ليك

مشكووووورة قصة جامدة جدا 8691

شكرا ليك يا ممدوح

بجد روعه
بس الردود مش كتير ليه اكيد كسل انهم يقروها
بس نصيحه اقروها
روعه بجد

يا جامد حلوه اوي