محرقة غزة الماساة الكبرى

نيران "المحرقة" طالت البشر والحجر
غزة - فجر يوم الإثنين الماضي 3-3-2008 انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من شمـال قطاع غـزة مخلفة مئات الشهداء والجـرحى والكثيـر جدا من الدماء والخـراب..
اليـوم الإثنين، وبعد أسبوعٍ على "المحـرقة"، بدأت غـزة في لملمة جراحها والاستيقاظ من الكابوس المُرعب الذي شـوّه تفاصيل حيـاتها.. نفضت الغُبار والرُكام، ورسمت على محياها ابتسامة الصمود والبقاء.

لم تعـد الصـورة قاتمـة كما كانت، واللون الأسـود زاحمته العديد من الألـوان كتبت بنورها: "وتستمـر الحيـاة".

طالع أيضا:
كارثة غزة الإنسانية.. الأسوأ منذ 67

الحاج أبو عزيز عبد ربـه، وهـو يتفقـد أشجار الزيتون في أرضـه شمال غزة، أكد لـ"إسلام أون لاين.نت" أن "الألـم كبيـر والمأساة جد عميقـة.. ولكـن من هنا سنواصل.. سأبحث عما تبقـى من شجـر لإعادة غرسـه وزرعـه.. هذه الأرض طيبة مُباركـة مهما حاول الاحتلال تدميرها وشلّها ستنتفض من جـديد".
ارسمي الشمس

في ذات الشـوارع تجولت "إسلام أون لاين.نت" الأسبـوع الماضي.. استقبلنا وقتها الكثيـر من الدمـوع والدمـاء.. اليـوم بدأت الطُرقات في نفض أحزانها، وانتصـر الأطفال على خـوفهم.

"عُبيدة" (9 أعوام) نادى على شقيقه وأولاد عمـه بصوتٍ عالٍ لكي يلعبـوا كرة القدم، وبمرحٍ قال: "الحمد لله لا تُوجد طائرات استطلاع في السماء والاحتلال ذهب"، واستدرك بخـوف: "لا نريد عـودتهم".

وعلى أنقاض أحد البيوت بدأت الطفـلة "لينا" (5 أعوام) في رسم لوحة بألوانٍ زاهيـة، وقال والدها: "طلبت منها أن ترسم الشمس والبحـر وأطفالا يلعبـون، خبأت الألوان الداكنة، فيكفيهم ما رأوا من حربٍ ودماء".

وعن منزلـه المتحول لكومة من الرُكام، أضاف بثقـة: "سأبنيه، هذه غـزة أرض الصمـود.. تُعلمنا كل يـوم كيف نبحث عن الحياة من بين أنياب المـوت".

والدة أحد شهداء "المحرقة" قالت لـ"إسلام أون لاين.نت": "بداخلنا غصـة كبيرة على الذين ذهبوا، وحزننا لا تصفه الكلمات، إلا أن قلوبنا مُطالبة بالتحمل من أجل الأحياء الذين يستحقون منا المُتابعة والاهتـمام".

حملات إغاثـة

وكتضميد مبدئي سريع لجراح أهالي غـزة، قررت حكومة إسماعيل هنية المُقالة صرف مساعدات عاجلـة، إذ تقدم لكل بيت مُدمر مساعدة أولية بقيمة 1000 دولار، وصرف 100 دولار لكل جريح أصيب في العدوان الإسرائيلي، إضافة لتقديم الطرود الغذائية.

وتتسابق أيادي الخير لمسح دموع المديـنة، حيث خصصت الإغاثة الزراعية في غزة 450 سلة غذائية لتوزيعها على العائلات المتضررة والمنكوبة شمال القطاع.

كما أعلن مدير مكتب هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية بمحافظات غزة عماد الحداد أن الهيئة نفذت العديد من المشاريع والبرامج الإغاثية الطارئة.

مجموعة الاتصالات الفلسطينية أعلنت بدورها عن بدء تنفيذ حملة لتخفيف معاناة أهالي غزة جراء العدوان.

أولى خطواتها كانت إعادة خطوط الهاتف لمناطق شمال القطاع بغض النظر عن مديونياتها لتسهيل تواصل المواطنين مع المراكز الطبية وسيارات الإسعاف.

شعـلة أمل

كما قدمت مجموعة الاتصالات هدايا رمزية للجرحى وعائلاتهم تمثلت في بطاقات هاتف جوال مسبقة الدفع، وبطاقات اتصال دولي مسبقة الدفع، إضافة إلى ألعاب وهدايا للأطفال.

وسلم وفد المجموعة إدارة مستشفى كمال عدوان تجهيزات لصالة استقبال مرضى جديدة شملت أسرة وأغطية وستائر وأثاثا آخر، إضافة إلى أجهزة لقياس ضغط الدم.

وتسابق المتطوعون لإزالة الركام الذي خلّفه الاحتلال، والبحث بين الأنقاض عمًا يصلح للاستخدام.

ياسين حمدان الطالب الجامعي أكد لـ"إسلام أون لاين.نت" أن الشمال بحاجة لأبناء القطاع كافة: "هناك جمعيات تأتي لإغاثة المنكوبين وتفقد الجرحى، ونحن جئنا ضمن فريق تطوعي لنساعد في نهوض المكان".

آخـرون ذهبوا لتفقد المستشفيات والتبرع بالدم تحسبا لأي طارئ، ووضعوا على سرير كل جريح وردة، مشددين على أهمية الصمـود.

مشكور يا ابو الكباتن

مشكور

مشكور يا احسن برنس