التفكير والإبداع { الجزء الثالث}

النظام التعليمي – العائق الأول أمام الإبداع –
لاشك أن التعليم هو الخطوة الأساسية نحو تطوير الإبداع فالتفكير لا يمكن أن ينمو إلا على أساس قاعدة معرفية قوية . فتطوير التعليم أمر لابد منه من أجل تطوير الفكر والإبداع ...ويواجه النظام التعليمي العربي تحديا كبيرا يقف عائقاً بينه وبين تطوير العملية التربوية والتعليمية لتتواكب ومتطلبات الإبداع في العصر الحديث.. إن النظام التعليمي العربي حوّل غرفة الفصل إلى منظومة تربوية قائمة على أساس حشو المعلومات والأفكار , تحكمها مواد الدستور التالي :
1-المعلم هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في الصف , وهو مركز الفعل وإليه تتجه أنظار الطلبة دائما , ويحتكر معظم وقت الحصة للشرح وعلى الطلبة أن يكونوا متلقين خاملين إن لم يكونوا نائمين..والكتاب المدرسي هو المرجع الوحيد لمعرفة أثناء الحصة .
2-يعتمد المعلم على دائرة محدودة من الطلبة يحتكرون المناقشة أثناء الحصة وإليهم توجه الأسئلة وهم من يقومون بإنقاذ الموقف إذا تطلب الأمر.
3-نادرا ما يستخدم المعلم الوسائل الحديثة لدعم العملية التعليمية , ودائما ما يعتمد على اللوح والطباشير.
4-نادرا ما يوجه المعلم الأسئلة التي تتطلب قدرا من التمعن والتأمل والمجهود الفكري ؛ كالأسئلة التي تبدأ بـ(كيف) و(لماذا) و(ماذا لو؟) , ويقتصر على الأسئلة التي تتطلب مجهود فكري متدني .
5-لا يأبه المعلم إلى النمو الإبداعي والفكري الذي يطرأ على طلابه نتيجة إستجابتهم لمثير معرفي معين.
6-المعلم مغرم ومولع بتوجيه الإنتقادات والأحكام المحبطة والمثبطة لمن يخرجون عن إطار الدرس رغبة في التوسع المعرفي أو يوجهون أسئلة تعبر عن نمط تفكير يختلف عن نمط تفكير المعلم.
7-المعلم بارع في التهرب من الأسئلة التي لايقدر على الإجابة عليها سواء بتوجيه الإنتقاد للطالب أو الإلتفاف حول السؤال بطريقة أو بأخرى. ويتجنب المصارحة وذلك بقول :-لا أعلم- لأنه يرى في ذلك إنتقاصا لذاته .
من السابق يتبين أن المنظومة الأولى في العملية التربوية والعلمية واللبنة والركن الأساس الذي تبنى عليه جميع الأسس التعليمية هي منظومة تقوم على منهج سلبي خاطئ يحتاج إلى الإصلاح والتطوير . فالمنظومة التعليمية الأولى وهي الفصل تقوم على مرتكزين أساسيين هما :
أ‌-تلقين الطلبة الأفكار والمعلومات , ومطالبتهم بحفظها وإستيعابها.
ب‌-فحص ذلك عن طريق التحصيل العلمي أو ما يسمى بالإختبارات التحصيلية وهي تقوم غالبا على إختبار الحالة المعرفية للشخص دون فحص قدراته الفكرية على معالجة وتحليل تلك المعلومات .
ولذلك فإن نظامنا التعليمي حتى الآن هو نظام سلبي يقوم على أساس حشو المعلومات في رأس الطالب دون إختبار مدى قدرته على تحليل تلك المعلومات والقيام بالعمليات التحليلية والمنطقية عليها.
ولذلك فعندما يطلب من المعلم تقديم دليل منطقي على مدى التحصيل المعرفي لطلابه فإنه يلجأ إلى وضع إمتحان تحصيلي لتحدد له الإجابات الصحيحة مدى تفوق ذلك التلميذ وهو لا شك مفهوم خاطئ.
(إن تبني مؤسساتنا التربوية لهدف تطوير قدرات الطلبة على التفكير ,يتطلب منها أن تطور محكات متنوعة لتقويم تحصيل الطلبة) دكتور/فتحي جروان.
فلابد لنا كما أننا نضع امتحانات نختبر فيها الإمكانات المعرفية للشخص..أن نضع امتحانات للتحقق من قدراته العقلية وقدرته على إجراء العمليات التحليلية والمنطقية . ومن أجل تطوير العملية التعليمية والتربوية لتتواكب ومتطلبات تنمية التفكير والإبداع لا بد من تطوير قدرات المعلم وتنقيح تصرفاته وذلك عبر إتباع الخطوات المطلوبة أدناه :
المعلم
إن المعلم هو من أهم ركائز العملية التعليمية والتربوية ولذا لابد أن تتوافر فيه العديد من المتطلبات والمميزات لتنجح العملية التعليمية . وتتواكب مع متطلبات تنمية مهارات التفكير .ومن هذه المتطلبات والمميزات مايلي :
•الإستماع للطلبة ؛ فهو يمكن المعلم من التعرف على أفكار الطلبة عن قرب.
•إحترام التنوع والإنفتاح .
•تشجيع المناقشة والتعبير.
•تشجيع التعلم النشط .
•تقبل أفكار الطلبة.
•إعطاء وقت كاف للتفكير.
•تنمية ثقة الطلبة بأنفسهم.
•تشجيع الطلبة على التفكير الإيجابي وتثمين أفكارهم

شكرا على المعلومات دى

مشكور يا باشا