•معوقات تطوير القدرات الفكرية :-
إن الإختبار الدقيق لموضوعية المناهج المدرسية والممارسات الصفية يكشف عن بعض الثغرات التي تقف عائقا أمام التطوير والتحديث . وتؤدي إلى عدم نجاح برامج التطوير التربوي الهادف إلى تطوير مهارات التفكير , ومن أهم هذه العوامل :
•لا تزال العملية التعليمية والتربوية تقوم على مرتكز أساسي وهو مراكمة كم هائل من المعلومات والمفاهيم والنظريات عن طريق التلقين ؛ والتي تلقي بكاهلها على الذاكرة فتجهدها دونما أي تطرق لتنمية مستويات التفكير العليا كالتحليل والتقويم والنقد وغيرها.
•لا تزال فلسفة العملية التعليمية والتربوية تركز على عملية نقل وتوصيل المعلومات دونما تركيز على بذل المجهود العقلي من توليد واستنتاج وتحليل .
•التحدي الذي يواجه المنظومات التعليمية والتربوية في إيجاد مفهوم مفصل وشامل لماهية التفكير والإبداع وذلك نظرا لكثرة التعريفات وتباين التوجهات النظرية في تعريف مفهوم التفكير والإبداع .
•الفلسفة السائدة بإعتقاد أن ماينظّّّر له هو مايطبق على أرض الواقع فتفترض كليات تدريب المعلمين ومعاهدهم الخاصة بأن ما تلقنه للمعلمين هو مايطبقونه على أرض الواقع ولا شك بأن هذا الإعتقاد خاطئ ؛ لأن هنالك هوة شاسعة بين مايدرّس في المعاهد والكليات والجامعات ومايطبقه المعلمون أثناء رحلتهم التربوية والعملية.
•يعتمد النظام التربوي بصورة مستمرة على تقويم المستوى المعرفي للطلاب دون تقييم قدراتهم العقلية ؛ فهو غالبا مايعتمد على إمتحانات تتطلب مستويات تفكير متدنية قوامها أسئلة هشة تحتقر قدرات الطالب وتتفّه مواهبه.
•لا يعتمد النظام التعليمي أو التربوي ضمن إستراتيجياته تعليم الطالب كيف يفكر ؛ أي التفكير حول مفهوم التفكير. وإنما يعتمد فقط على حشو ذهن الطالب بمجموعة من القواعد والمفاهيم والنظريات ويلقنها له تلقينا- كما ذكرنا آنفا- دون أن يكون للطالب دور فاعل في إستنباط أو إستنتاج هذه المعلومات .
•لا يمثل الطالب دورا إيجابيا في العملية التعليمية أو التربوية – ويقتصر دوره على مراقبة المسار التعليمي الذي يخطط له من قبل الجهات العليا للتربية والتعليم.