لماذا لم أزد و أنا أستطيع .. لماذا لم أزد لعله لا يضيع ..
عابر سبـــــــــيل ...
مر على عابر سبيل،استوقفنى و ألقى على السلام،و قال لى مقدمة للتعريف بنفسه و البيان،وحكى لى قصة بؤس تقشعر لها القلوب و الأبدان،أخـــى و حبيــــبى ، وتوقفت الكلمات فى حلقه و ذرف بعض الدمعات،سافر أخى من واد إلى واد،و قعت له عديد من الحادثات،و هو الآن يرقد فى المستشفيات،راح أخى فى الظلمات،و لكنه القدر آت آت،وما علينا إلا الثبات،و توقف ملياً و سألنى لم أنت زائغ النظرات،شارد العبرات،لا تتعجب منى و القدر عندما استوقفناك ،وعرضت عليك شقائى و تعسى و المشكلات،ولكنها استجابة ربى بعد الركعات،فقد فتحت لى أبواب السماوات،واستجاب ربى ذو الرحمات،ثم استرد قائلأً فى تواضع شديد و سكنات،ما أنا من سكان هذا الواد،ولكنى بفضل الله الواهب المنان لى كثير من الأولاد و الأموال،فى مختلف البلاد و البلدان،ولا أستطيع أن أنسب إلى هذه النعمات،فهذا من فضل ربى على و عطاياه،ولكن لكل إنسان كبوات،وهذا جيبى خير دليل و إثبات،وليس معى الآن سوى ربى و بعض القروشات،فهل لك أن تعيرنى بعض الجنيهات،لكى أعود بها إلى ديارى البعيدات،وأردها إليك بفضل بفضل زيادة عشرات،فخفق قلبى و زادت الضربات،وعلمت إجابة هذه التساؤلات المحيرات،و ابتسمت ابتسامة صفراء،وامتلاء وجهى بالدماء،وفى لحظات ...
فتشت جيوبى و محافظى لأعطيه الطلبات،فلم أجد معى سوى بعض الجنيهات القليلات،اتى لا تكفى لأكل ولا لماء،فاستجدانى فى المزيد و المزيد،فلم أستطع أن أزيده أى قروشات،فقد فنى كل ما معى من زاد،ولم أكن مستعد لهذه اللحظات،فقابلنى بهذه العبرات،وأحسب أنى زده مشكلات و تعاسات،وما زدت الطين إلا بلات،ولكن ما باليد أى حيلات،فأخذها شاكراً ممتناً و وعدنى بأن يرده إلى بعد يومان،فى نفس المكان و نفس الزمان و لكن بشرطان ،أما الأول فيكون بالغداء و أما الثانى فيكون بالزيادات،فردت مسرعاً .. معاذ الله أن أقبله بعد الثواب،الذى من به الله على ليطهرنى من
الذنوب والخطيئات،فرفض و أصر على هذه القرارت،فقلت له هذه من نعم الله،وأرشدك الله إلى طريق الصواب،ثم انصرفت مسرعا ًفى خطوات كيلومترات،وأنا أتمتم ..
سبحان الله الذى يعطى و يأخذ ممن يشاء .. و يكفى المتوكلين عليه .. حقاً إنه نعم المولى و نعم النصير..