:lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!:
أقدم حيوان معمر في العالم هو السلحفاة العملاقة هارييت التي تعيش في حديقة حيوان
استراليا في بيروا بمقاطعة كوينزلاند الاستراليةولقد احتفلت الحديقة مؤخراً بعيد
ميلادها الـ 37 بعد المئة. لكن السلحفاة هارييت تملك مقومات افضل حتى من عمرها
للشهرة، اذ يعتقد على نطاق واسع.ان من التقطها من موطنها الاصلي بجزر جالاباجوس هو
تشارلز داروين بعينه الذي أخذها كحيوان مدلل شخصي خلال رحلته البحرية على متن
السفينة بيغل عام 1835 وقام بدراستها اثناء انكبابه على صياغة نظرية النشوء.ولطالما
اثارت هذه القصة فضول عالم الباليونتولوجيا والكاتب العلمي البريطاني بول تشامبرز
الذي قرر بعد التقائه بالسلحفاة الشهيرة هارييت عام 2001 ان يبحث بنفسه في جذور
صلتها بأحد اشهر العلماء في التاريخ.
:lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!:
وراح ينبش في مخطوطات داروين
ومذكراته الشخصية ويبحث في كل ما يتعلق بهذه السلحفاة وصولاً الى احدث الابحاث
الجينية على عيناتها الوراثية، وخلص الى ان حكاية سلحفاة داروين ربما لا تكون دقيقة
تماماً لكنها مثيرة ومرتبطة بصورة معقدة بأفكار العالم الشهير حول نظرية
النشوء.استقطبت اصول «هارييت» اهتمام العالم لأول مرة عام 1994 بعد ان كتب ايد
لوفداي، وهو مؤرخ متقاعد يعيش في كوينزلاند، رسالة الى صحيفته المحلية روى فيها
ذكرياته عن ثلاث سلاحف شاهدها صدفة في حدائق بريسبين النباتية، بمدينة بريسبين
الاسترالية في العشرينيات من القرن المنصرم، وكشف عن انه كان يقال في ذلك الحين ان
تلك السلاحف تبرع بها في منتصف القرن التاسع عشر شخص يدعى جون ويكهام. الذي كان احد
رفاق داروين على السفينة «بيغل».
:lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!:
وكان عالم الزواحف سكوت تومسون الذي يعمل
في كانبريرا يبحث في تاريخ «هارييت» وكان يعلم بأنها جاءت الى حديقة حيوان استراليا
عبر حدائق بريسبان النباتية، ولقد نشر مع مالكي السلحفاة ورقة بحث تسلط الضوء على
صلة «هارييت» بجون ويكهام، وتشير الى ان داروين واثنين من رفاقه على السفينة كانوا
قد أخذوا سلاحف صغيرة حية من جزر جالاباجوس، كما تظهر بعض الوثائق القديمة.
:lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!:
وهكذا استنتج تومسون ومعه باحثون آخرون ان هارييت كانت احدى السلاحف نفسها،
والتي اعطاها داروين لويكهام الذي لابد انه هو من جلبها الى استراليا.ومنذ قرابة
العقد، تتعامل وسائل الاعلام العالمية مع قصة هارييت باعتبارها احدى سلاحف داروين
على انها حقيقة راسخة.
وهكذا حسب عمرها المقدر بـ 173 عاماً على اساس انها
كانت في الرابعة من عمرها تقريباً عندما التقطها داروين، وهي حقيقة تكرر ذكرها في
سجل غينيس للارقام العالمية. لكن برغم هذا كله ظلت الشكوك تراود تشامبرز حول صحة
هذه القصة.
بدأ تشامبرز بالبحث في السجلات والوثائق القديمة في حديقة حيوان
استراليا، لكن اقدم توصيف موثق لها عثر عليه يعود الى عام 1870 ولم يستطع تقفي
اثرها الى ما قبل ذلك التاريخ لان وثائق حدائق بريسبين النباتية الاقدم تدمرت في
فيضان ضرب المدينة عام 1893، ثم تحول تشامبرز للبحث في مذكرات داروين ومراسلاته
الشخصية وقرأ بالفعل ان داروين التقط سلحفاة يافعة من جزيرة سان سلفادور واحتفظ بها
لتكون حيوانا مدللاً له. كما ان خادمه سيمس كوفينغتون التقط سلحفاة اخرى من جزيرة
سانتاماريا فيما التقط روبرت ريتسروي قبطان السفينة سلحفاتين صغيرتين من جزيرة
اسبانيولا.
:lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!:
وبحسب الاسطورة التي تحكي عن «هارييت» فإن سلحفاتي كل من داروين
وكوفينغتون لابد أنهما بقيتا مع داروين في انجلترا لعدة سنوات قبل ان يأخذهما
ويكهام الى استراليا في حدود عام 1941.
لكن هل هذا احتمال مرجح بالفعل؟ في
مارس 1837 استقر داروين في بيت شقيقه بلندن في مبنى عال بشارع مالبورو الكبير ولم
تكن في البيت سوى حديقة مفتوحة صغيرة، ولا يمكن ان يكون هذا وضعاً مثالياً للسلحفاة
العملاقة التي تنمو بسرعة ويتعين ابقاؤها في الداخل طوال الشتاء القارس، كما ان
داروين لم يذكر في اي من مذكراته او مراسلاته او منشوراته العلمية انه كان يحتفظ
بسلحفاة مدللة.
:lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!:
كما ان الابحاث التي اجراها تشامبرز على حياة ويكهام القت
ايضاً بظلال الشك على دوره المزعوم في حكاية السلحفاة هارييت،. فلقد ترك ويكهام
العمل مع الاسطول البريطاني بعد قيامه بمسح للساحل الشرقي لاستراليا عام 1841،
ويعتقد انه سافر الى انجلترا مرة اخيرة قبل عودته الى سيدني للزواج من فتاة محلية،
وحسب الحكاية السائدة، فلقد جلب ويكهام معه هارييت في هذه الرحلة الاخيرة من
انجلترا.
:lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!:
لكن رسائل ويكهام ووجوده في قوائم احصاء السكان باستراليا عام
1841 يشيران بقوة الى انه لم يرجع الى انجلتر في حينها وانها بقي يعيش في سيدني،
حتى ان داروين نفسه سجل في مذكراته ان اول مرة التقي فيها بويكهام بعد رحلتهما على
متن السفينة «بيغل» كانت عام 1862 بلندن في لقاء رتب له احد الاصدقاء.
:lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!:
وفيما كان بحث تشامبرز في الوثائق التاريخية يتجه نحو طريق مسدود، اخبره
تومسون عن بحث من نوع آخر يمكنه على ما يبدو تسوية القضية، ففي 1998 كان سكوت ديفيز
وهو باحث من جامعة تكساس، قد اجرى تحليلاً لعينات الحمض النووي «دي. انه ايه» خيطية
مأخوذة من «هارييت» ولم تنشر نتائج ذلك التحليل، لكن تشامبرز وجد في ملخص رسالة
الدكتوراه التي اعدها ديفيز حول هذا الموضوع، نتائج البحث تثبت ان السلحفاة تنتمي
لنوع ثانوي يدعى «جيوشيلون نيفرا بورتيري
ويأتي حصرياً من جزيرة سانتا كروز
في جزر جالاباغوس وهي ليست واحدة من الجزر التي جمع منها داروين ورفاقه سلاحفهم،
وان كان ذلك لا ينفي بالمطلق ان يكون احد سكان جزيرة سانتا ماريا قد جلبها من سانتا
كروز قبل ان يأخذها داروين.
:lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!: :lol!:
لكن الاحتمال الارجح كما خلص تشامبرز من بحثه
هو ان السلحفاة هارييت حملت على متن احدى سفن صيد الحيتان العابرة من غالاباغوس الى
استراليا وهو حال الكثير من السلاحف العملاقة التي وصلت الى استراليا في تلك
الفترة.والمفارقة ان داروين نفسه الذي على الارجح لم ير السلحفاة قط ساعد في حل
:lol!: لغزها من خلال تطبيق قواعد نظريته لتفرد كل صنف حي في مواصفاته بحسب موطنه الطبيعي