بسم الله الرحمن الرحيم
اسعد الله أوقاتكم باليسر والمسرات
نسأل الله رب العرش العظيم أن يكون ما نقدمه خير وفائدة للجميع
وهبنا الله نعم عظيمه لا يمكن حصرها ،، فكل منا لو فقد نعمة من هذه النعم ماذا يكون حاله
نعمة الحواس الخمس من النعم التي منى الله على عباده بها وفضله على سائر مخلوقاته
نبحر معك في هذا العالم عالم الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
ونبحر في أعماق أفكاركم وتخيلاتكم بدون هذه النعمة كيف يكون حالنا ،،
نقدم لكم هذه المادة العلمية ،، فدلوا بدلوكم معنا من أفكاركم
لماذا رزقنا الله بهذه النعمة ولماذا ؟ نعمة السمعإن حاسة
السمع هبة من الله ليتعرف بها الإنسان على العالم الخارجي و يحقق العبودية لله و يشكره على النعم الكثيرة التي سخرها له: "قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ الملك . و للإشارة فقد ذكر السمع 185 مرة في القرآن الكريم.
و السمع عملية تبدأ بالصوت المنبعث الذي يُعد المصدر، و يمر بالأذن التي تستشعر الصوت و تلتقطه، و تنتهي بمركز السمع بالمخ و اللغة هي وسيلة التواصل بين البشر، و هي الأداة التي يتم بها نقل الأفكار و تداولها.
و
السمع هي الحاسة التي تباشر عملها منذ الولادة لهذا أمرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالأذان في أذن المولود لتكون أول معلومة (مجموعة صوتية) تدخل كيانه هي الكلمات الطيبات من التكبير و الشهادتين و الحيهلة للصلاة و الفلاح فالتكبير و التهليل. وعن أبي رافع قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة). رواه أبو داود والترمذي وقالا حديث صحيح , وحسنه الألباني. يقول ابن قيم الجوزية متحدثا عن سر الأذان في أذن المولود اليمنى: "أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلمات النداء العلوي المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام، فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا، كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها، وغير مستنكر وصول أثر الأذان إلى قلبه وتأثره به وإن لم يشعر".
من الأمور اللطيفة كذلك أن القرآن الكريم في أغلب الآيات يقدم
السمع على البصر، ذلك لأن السمع هو أول حاسة تستأنف نشاطها بعد الولادة، عكس البصر الذي يبدأ عمله بعد فترة من الولادة. و كذلك أن الوحي تلقاه الرسول صلى الله عليه و سلم بالسماع و بلغه بالسماع حيث جاء في نصوص لغوية.
أما الأحاديث التي تتحدث عن أحوال الموت فمنها ما رواه الإمام البخاري في صحيحه): أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمع الإنسان لصعق).
فقد قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري في قوله (لصعق) أي لغشي عليه من شدة ما يسمعه، فهنا ابن حجر رحمه الله تعالى يتحدث عن الشدة التي لم يسمح للإنسان أن يسمعها مباشرة و لكن جعلها الله من الغيبيات. فهذا حال الميت أثناء الجنازة.
أما في القبر فإن الكافر و المنافق فله شأن آخر، فعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العبد إذا وضع في قبره وتولى وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم، أتاه ملكان، فأقعداه، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعدك من النار، أبدلك الله به مقعدا من الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيراهما جميعا. و أما الكافر أو المنافق فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس، فيقال لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين). أخرجه البخاري و مسلم)(
قال الحافظ في الفتح: (يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين). و هذا يدخل فيه الحيوان.
و المراد بالثقلين الإنس والجن، قيل لهم ذلك لأنهم كالثقل على وجه الأرض. قال المهلب: الحكمة في أن الله يسمع الجن قول الميت: قدموني، ولا يسمعهم صوته إذا عذب بأن كلامه قبل الدفن متعلق بأحكام الدنيا، وصوته إذا عذب في القبر متعلق بأحكام الآخرة، وقد أخفى الله على المكلفين أحوال الآخرة، إلا من شاء الله إبقاء عليهم كما تقدم).
أعزائي هذه دعوة للتفكير والتأمل في عظمة خلق رب العباد ،، فكيف المحرومين
من هذه النعمه نسأل الله ان يحفظ علينا نعمه ويعغر لنا ذنوبنا