لا تعي غالبية الأطفال التمييز بين المهام ذات الوقت المحدّد التي لا تحتمل التأجيل والمتمثلة في الذهاب إلى المدرسة ومواعيد الصلاة... وبين المهام الأخرى. ومن هنا، يتحتّم على الأهل تنظيم وقت الطفل ومساعدته في تقسيم واجباته خلال اليوم، وذلك بتعيين أوقات محدّدة لأنشطته اليومية كافة، وتشمل: تناول وجبات الطعام وأداء الفروض المدرسية وتخصيص موعد محدّد للنوم، بما لا يتعارض مع نصيبه من الوقت المخصّص للعب وممارسة الهوايات.
وتنصح الإختصاصية مريم شريف بتطبيق قواعد هذا النظام على الأبناء، بعيداً عن الفروق الفردية بينهم في سرعة الأداء حتى يشعر الطفل البطيء بالمساواة وبتحفيز لأدائه.
تحديد الأولوياتمن الضروري تعليم الطفل اختيار أولوياته وتعويده على البدء بالأعمال وفقاً لتسلسل الأهمية، ولفت نظره إلى الوقت الذي يجب أن يستغرقه في كل مهمة بدون تجاوز. وإذ غالباً ما يحدث تعارض بين الأولويات التي تضعها الأم والأولويات التي يراها الطفل، فإن ترسيخ المعايير التي يختار وفقها الطفل الأمور الهامة في حياته، وتلك الأقل أهمية تكسبه القدرة على التمييز بين «ما يجب فعله»، و«ما يرغب في فعله». ولترسيخ هذه القيم، يجب أن يكون الوالدان قدوة في إدارة الوقت وتحديد الأولويات وتوضيح الأسباب التي من أجلها تمّ اختيار هذا الفعل أو النشاط ليكون أولوية.
الروتينقد لا يظهر بوضوح على الطفل قبل سن المدرسة ما إذا كان بطيئاً، إلا أن دخول المدرسة يجعله مطالباً بإنجاز مهام عدة لا تحتمل التأجيل على مدار اليوم. وهنا، قد تفقد الأم أعصابها أثناء انتظارها إنهاءه لواجباته. ولذا، إن تعويده على روتين محدّد يصبح ضرورة لتفادي الكثير من المشاحنات والمتاعب. ويفضّل منح الطفل البطيء مزيداً من الوقت حتى يتسنى له إنجاز ما هو مطلوب منه، فهو بحاجة للإستيقاظ في وقت مبكر، ويمكن الإستعانة بمنبّه لهذه الغاية، مع ذكر مهمّات محدّدة ليقوم بها بشكل روتيني يومياً.فعلى سبيل المثال، عندما يرن منبّه الساعة، يستيقظ ويغسل وجهه وينظف أسنانه، ثم يرتدي ثيابه، ينتعل حذاءه، ويتناول فطوره ليتوجّه إلى المدرسة. والعدّ التنازلي كل خمس دقائق من شأنه أن يساعد الجميع على التأهب والإنتقال إلى المرحلة التالية. أما عند العودة من المدرسة، فيطلب منه وضع حذائه في المكان المخصّص وغسل يديه وتناول الطعام. وبعدها، يشارك أمه في الحديث عمّا عاشه خلال اليوم، ثم يلعب ويأخذ قيلولة، ويقوم بعدها بواجباته المدرسية على فترات، تبعاً لقدرته على التركيز. أما في أيام العطل فلا بأس من تغيير الروتين لكسر الملل وممارسة أنشطة مرحة. ومن الأفضل أن يكون الروتين مكتوباً، والتأكد من قيامه بهذه المهام بشكل دوري ومدحه بصورة متكررة لإنجازه لها حتى ولو لم يكن على أكمل وجه.
خطوات محفّزة> أطلبي من طفلكِ أن يسجّل بالترتيب، تبعاً للأهمية، المهام التي سيقوم بها على مدار اليوم.
> نبّهي طفلك إلى الوقت اللازم لكل مهمّة أو نشاط، واطلبي منه أن يسجّل الوقت الذي أنفقه فعلياً عند أدائه لتلك المهام.
> أشعري طفلك بالإستمتاع في أثناء أدائه المهمة المطلوبة، وشاركيه فيها بمرح، ودعيه يشترك معك في تدريب نفسك أيضاً على المهارات ذاتها.
> كافئي طفلك عندما يبدي التزاماً، ويظهر مقدرته على الصبر أثناء القيام بمهمّة تبدو له ممتعة جداً، ولكنها ليست أكثر المهام أهمية.
> لا تبالغي في التركيز على مشكلة البطء حتى لا يعتادها أو يظن أن
لا أمل في العلاج، فيصاب بحالة من الإحباط واليأس.
> بين الحين والآخر وانتهازاً للمواقف والأحداث، إغرسي روح المسؤولية لدى ابنك من خلال البدء في تحميله مسؤوليات تناسب قدراته. وقدّمي له حافزاً، إذا قام بتنفيذ تلك المسؤولية في الوقت والزمن وفق أداء جيد.
> عوّديه على الإلتزام بالواجبات الدينية، وممارسة الرياضة لتنشيط قدراته البدنية والفكرية والنفسية.
> إمنعيه من بعض الممارسات التي تزيد من بطء حركته مثل اللعب على الحاسوب لساعات طويلة.
> إحرصي على أن تسود بينك وبينه روح التعاون والمشاركة في إنجاز عمل ما، كأن تتعاونا في الذهاب معاً لأداء مهمة ما، فيرى منك أو من والده النشاط والهمّة العالية.
أسباب إهدار الوقت
> غياب القدوة في إدارة وتنظيم الوقت.
> عدم وضوح الأولويات في حياة الطفل.
> عدم تدريب الطفل على القيام بأعمال ومهام وأدوار عدة في وقت واحد.
> عدم تدريب الطفل على التخطيط في كل أحداث حياته ما يجعله يواجه المناسبات والمواقف بطريقة عشوائية.
> التدليل وعدم الجدية عند تهاون الطفل وإهداره للوقت.