كنود هولمبو.....مين دة
هي دي اول كلمة بتيجي على دماغكم نظرا لانكم متعرفهوش
بس انا عايزة اقولكو ان الشخصية دي اثرت فيا اوي لما قريت اكتاب بتاعة و قصة حيتة و جهادة بجد شخصية لا يمن ان تمل من قراءة سيرتها لوهلة
انا مش هطول عليكو اقرو بقى انتو
ولد كنود هولمبو في الدنمرك يوم 22 أبريل 1902 ، و هو الابن الأكبر لرجل أعمال دانمركي معروف . و قد كانت لكنود منذ سنوات شبابه الأولى صفات تتميز بالاستقلالية و حب المغامرة و إحساس قوى بالعدالة جعله يقف دائما في صف المظلومين و المضطهدين ، كما كانت لديه موهبة الكتابة . و قد جعله بحثه الروحاني الدائب يعتنق الكاثوليكية في العشرين من عمره و يبقى معتكفا لمدة سنة في دير كليرفو للرهبان في فرنسا ، و لكن روحه القلقة لم تجد السلام الذي كان يبحث عنه و لذا غادر الدير و اختار أن يكون صحفيا يتحدث عن اكتشافاته و مشاهداته و كان أول ما نشر له وصفا لرحلة قام بها مع عائلة لابية ، و هم قوم رحل في شمال اسكندينافيا ، و ذلك خلال نزوحها إلى أقصى مناطق النرويج النائية
و في سنة 1924 سافر إلى مراكش و شاهد ظروف الاضطهاد للمغاربة في الريف المراكشي تحت الحكم الاسباني و قوى إحساسه المتأجج بالسخط و أعتبر أن العدوان القائم بمثابة خيانة للمدنية الأوربية . و أخيرا قاده امتعاضه و شعوره بفشل المسيحية إلى الدين الاسلامى حيث رأى فيه الراحة و السلام الروحيان الذي يبحث عنهما . و في سنة 1925 نشر كتابه الصغير "بين الشيطان و البحر العميق" . و سافر بعد ذلك إلى بلدان الشرق الأوسط متنقلا عبر سوريا ، فلسطين ، الأردن ، العراق ، و إيران . كما سافر أيضا إلى دول البلقان مع زوجته و شاهد هناك الاضطهاد الفاشستي للألبان المسلمين و غيرهم
في سنة 1930 كان مقيما في المغرب حيث قرر القيام برحلة طويلة بسيارته الشيفرولية موديل 1929 عبر شمال إفريقيا المحتلة من فرنسا ثم طرابلس و برقة المحتلتان من قبل ايطاليا و حتى مصر . و هكذا بدأ الرحلة عبر المغرب ، ثم الجزائر حيث صادف مغامرات عدة و منها لقاءه مع الشاب النيويوركى الامريكى روسكو تاربوكس الذي أصبح رفيق رحلته للأيام القادمة ، ثم عبر تونس ، و أخيرا وصل إلى منطقة طرابلس الغرب ، حيث أن اسم ليبيا لم يستعمل بعد
" شاهدنا الأعلام المثلثة الألوان على جميع الأبنية الرسمية ، و الشباب الفاشستي بقمصانهم السوداء يسيرون في عرض الشارع منشدين النشيد الفاشستي . و في كل مكان علق الشعار الفاشستي مع تاريخ السنة التي ابتدأت فيها ايطاليا الجديدة : السنة الثامنة من عهد موسولينى . أما الجدران فقد رسم عليها رأس الديكتاتور باللون الاسود . و بدت مجموعة الرؤوس كأنها مجموعة من رؤوس الموتى . و تحت كل رأس وضع شعار : من ليس معنا فهو ضدنا "
بدأنا بعد قليل نسمع أول الحان النشيد الفاشستي . و كان الايطاليون يصرخون بينما بقى العرب على صمتهم . و مر حملة الرايات بسرعة و هم يرفعون أربعة أعلام ممزقة . إنها الرايات التي أحضرت من مرزق و فزان في أقصى الجنوب من المستعمرة حيث استطاعت القوت الايطالية بقنابلها و مدافعها الرشاشة أن تنتزعها من أيدي قلة صغيرة من البدو
و ارتفعت أيدي الايطاليين بالتحية حين مرت الرايات و ارتفع معها الهتاف: عاش موسولينى عاشت ايطاليا. و أخذ رجال الشرطة يرمقون الناس محذرين فارتفعت ببطء أيدي العرب و كان اليهود قد سبقوهم إلى التحية بحماس غير أن العرب لم يشاركوا في الهتافات إطلاقا ."
تحدث كنود مع جندي ايطالي و سمع منه رأيه في المقاتل عمر المختار:
" إن البدو يحاربون كالجن ، يقودهم رجل غريب يدعى الشيخ عمر المختار . و هو عجوز ناهز السبعين لا يترجل عن جواده أبدا ، يتنقل به من مكان لأخر ، و حين نظنه في مكان معين و نتهيأ للقبض عليه ، إذا به يتبخر فجأة "
كما تعرف كنود على الطفل اليتيم محمد ذي الاثنا عشر ربيعا الذي قتل والده على يد الايطاليين و كلفه بحراسة سيارته خلال ساعات النهار . و بعد محاولات عدة استطاع الحصول على أذن مرور للسفر إلى بنغازي و ذلك مقابل توقيعه مستندا هو و رفيقه الامريكى بمكتب نائب الحاكم بعدم تحميل السلطات الايطالية بأية مسؤولية مقابل أية أضرار قد تقع لهما بالطريق حيث أن منطقة برقة مازالت في حالة حرب مستمرة ضد الغازي الايطالي . كما أن اليتيم محمد طلب مرافقتهما إلى بنغازي للعيش مع عم له يقيم هناك ، مما جعل كنود يقابل زوج أم محمد و طلب موافقته على اصطحابه معه و التي حصل عليها بعد ممانعة أولية ، و حزن الأم التي لا تعرف إذا كانت ستراه مرة أخرى أم لا .
و هكذا غادر الرفاق الثلاثة ، دانماركى و أمريكي و يتيم عربي ، طرابلس نحو المجهول . و سارت الرحلة بلا مشاكل حتى مدينة سرت حيث قاربت منطقة برقة و الحرب التي ما زالت دائرة هناك . و هاهو كنود يصف تجمع للبدو على مشارف سرت و الذي كأنه يبدو بداية ترحيل البدو لمعسكرات الاعتقال الفاشستية :
" و تحت سرت كانت تقوم مضارب ضخمة للبدو و كانت النيران تتألق خارج الخيام . و ذهب تاربوكس لينام و لكن محمد و أنا ذهبنا لإلقاء نظرة على المعسكر . في الواقع لم أشهد مثل هذا الفقر . كانت النساء ترتدي أسمالا بالية يلففن بها أجسامهن ، و كان الرجال في حالة أشد سوءا . و هرع الأولاد الجياع نحونا يستجدون النقود .
و سألت احد أفراد البدو : " كم مضى عليكم من الوقت هنا ؟ "
و أجاب: " ثلاثة أشهر ، و لا نعرف متى يسمح لنا بالرحيل . أن حياتنا تتوقف على التنقل . وهنا لا يتوافر الكلأ لماشيتنا . و ينبغي علينا ألان أن نبيع بعضا منها لنتمكن من تأمين الغداء لنا و لشراء العلف لما يتبقى منها . و في الحقيقة لا أدرى ما يمكن أن يحل بنا "
- و هل يريدون منكم أن تتوطنوا في مكان واحد ؟
- الله و حده يعرف ماذا يريدون ... اعتقد أنهم يريدوننا أن نموت ."
و يستمر كنود في رحلته شرقا من سرت حيث لا يوجد طريق معبد و لا علامات حياة ، و في هذه الصحراء القاحلة و المجدبة ما بين النوفلية و العقيلة تتعطل السيارة بالرفاق الثلاثة و يتوهون في الصحراء " و هكذا غدا الوضع يائسا : لم يكن لدينا ماء ، كما لم نأكل شيئا طيلة الساعات الثماني و الأربعين الماضية بسبب ما عانيناه من اضطراب معدنا بعد تناولنا الماء الملوث . و كان يستحيل علينا ازدراد الطعام بدون ماء . و بعد بحث عاجل قررنا التخلي عن السيارة . و شربنا بقدر ما نستطيع من الماء الموجود في الرادياتور و أخذنا الباقي معنا . و هكذا بقى لدينا أمل ضعيف في الوصول إلى بئر مردومة أحياء . "
قارب كنود و رفيقاه الموت بسبب العطش و الجوع و رياح القبلي و برودة ليالي الصحراء القارية ، و شاهدوا في مأساتهم مأساة الآخرين متمثلة في جثث المقاتلين العرب مبعثرة في الصحراء و الحيوانات النافقة ، حتى قيضت لهم النجاة عن طريق الايطاليين الذين بدأوا البحث عنهم ، عند عدم وصولهم للعقيلة كما كان متوقعا . كما قابلوا بعض المجاهدين في طريقهم إلى الكفرة التي مازالت حرة ، و لم يتعرضوا للأذى عندما عرفوا أن كنود كان مسلما ، كما عرفوا الشهيد والد محمد عندما حكي لهم قصته . و هكذا وصلوا في نهاية المطاف إلى بنغازي ، حيث فارقهم محمد للإقامة مع عمه ، كما أن قصتهم أصبحت معروفة عن طريق نشرها بالجريدة الايطالية المحلية . و أقام كنود و رفيقه الامريكى في فندق البيرغو ايطاليا .
و في بنغازي رأى كنود المشانق التي تنصب كل يوم لتنفيذ أحكام الإعدام بحق المجاهدين أو من يشك بأية صلة لهم ، و يتعرف على صاحب مكتبة يهودي و صديقه المسلم المثقف أحمد على الذي عرفه على الطرق الصوفية و على كتاب المصري عمر بن الفارض ، و أفكار الغزالي ، و انتهاء بالحركة السنوسية التي تقود الجهاد و مقاومة الغازي في برقة من ملاذها الأخير في واحة الكفرة . كما يتعرف على الضابط الايطالي فورنارى الذي كان أسيرا في الكفرة حيث لم تطأ من قبل قدم اوربى عدا الالمانى رولف و الأسير الفرنسي من تشاد و الانجليزية روزيتا فوربيس ، و يسمع منه حكايته . و ها هو يصف لنا احتفالا شاهده بمناسبة تسليم البنادق للشبيبة الفاشستية و حضره حاكم برقة الجنرال جراسيانى ، فيقول :
" و عزفت إحدى الجوقات النشيد الفاشي ، و انطلقت حناجر جميع الفتيان بالهتاف ، فقد ظهر الجنرال جراسيانى على شرفة مقر الحكومة ، و كان طويل القامة نحيلا و ذا سحنة مقدودة هي شكل نموذجي للجندي . و لم يكن يحسن الخطابة جيدا ، و كان صوته يشبه النباح الصادر عن المشتركين في الاستعراض .
و صرخ قائلا : أيها الفتيان لقد تسلمتم اليوم بنادقكم . إنها البنادق التي ستستخدمونها دفاعا عن ايطاليا التي نحبها جميعا ، و من أجل تعزيز جبروتها . عليكم ألا تنسوا لحظة واحدة بأنكم ايطاليون ، رومانيون ، وتذكروا أن أجدادكم وطئوا مرة أرض هذه البلاد . أنتم رومانيون تقاتلون البرابرة ، فكونوا رحيمين معهم ، و لكن كونوا دائما أسيادهم . تذكروا أنكم رومانيون . و رفع الجنرال جراسيانى يده مشيرا العلم الايطالي المثلث الألوان و قال:
- إن الراية الايطالية تخفق مجددا فوق هذه البلاد ، و ستظل تخفق إلى الأبد . عاشت ايطاليا "
و في نهاية المطاف يقابل كنود جراسيانى و يقنعه بإعطائه إذن المرور المطلوب لتكملة رحلته حتى مصر مقابل توقيع نفس التعهد بعدم تحميل السلطات الايطالية أية مسؤولية على أية ضرر قد يقع له . و بعد أنهى كنود الصيانة الكاملة لسيارته عن طريق مندوب الشيفرولية في بنغازي غادرها تاركا رفيقي رحلته سابقا فيها حيث أن محمد أستقر مع عمه و بدأ مباشرة عمل له ، أما صديقه الامريكى فقد قر عزمه على الرجوع إلى أوربا . و في طريقه للمرج شاهد تنفيذ شنق ثلاثة من المحكوم عليهم بالإعدام عن طريق المحاكم الطائرة . و في المرج يتعرف على الحاكم العسكري الايطالي بها الكومندان ديودييس ، و لعله الايطالي الوحيد الذي يعرض عنه صورة إنسانية غير ملوثة بالتطرف الفاشي للآخرين و لكنه كما يبدو كان حذرا حتى في إبداء آراءه الحقيقية و لكن نفهم من كلامه مع كنود بأنه يفضل لغة الحوار و التعايش ، و يعتقد بأنه من الممكن السلام عن طريق المصافحة باليد .
يغادر بطلنا المرج و يدخل في الجبال و الغابات التي كانت الملاذ لعمر المختار و مقاتليه ، حيث كانوا يحاربون حربا ضروسا لا رحمة و لا شفقة و لا أمل من النصر فيها – قرارهم الوحيد الاستمرار و الشهادة . و يتم أسره من قبل بعض هؤلاء المقاتلين الذين عاملوه كعدو في البداية و لكن بعد التأكد من شخصيته و كونه مسلما و وجود القران معه بالاضافه إلى تكلمه العربية تغيرت معاملتهم له ، بل و قضى معهم ليلة سمر حيث استمع إلى قصصهم ، و في صباح اليوم التالي تركوه يواصل طريق سالما .
عند وصول كنود إلى مدينة درنة و رغم الحرب الدائرة في برقة ترك لنا عنها وصفا جميلا و خلابا لهذه المدينة و كيف كانت تبدو منذ سبع و سبعين سنة مضت:
" أن درنة من ناحية المناخ جنة الله على الأرض . فهي تقع قرب البحر المتوسط و تتمتع بأفضل مناخ في إفريقيا كلها ... و تملك درنة أصفى و أنقى و أطيب المياه في إفريقيا الشمالية كلها . فهي تتدفق من الجبال و تجرى وسط البلدة نفسها وسط القنوات و المجارى ، و تذهب المياه الفائضة عن حاجات الري إلى البحر . و أراضى درنة مغطاة ببساط كثيف من الحشائش و الأعشاب و تتألق فيها الأزهار الجميلة . و هناك بساتين كبيرة للموز تعطى مواسم دائمة على مدار السنة ." و لكن الوجود الايطالي يبقى فارضا وجوده ، حيث أنه " يحيط بدرنة سور كبير من جميع جهاتها ، و قد تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى حصن حقيقي . " و في درنة شاهد كنود كيف تجرى المحاكم الطائرة محاكمتها لأربعة متهمين بمساعدة المجاهدين و عندما يطلب أحدهم تخفيف حكم الإعدام يزمجر القاضي فيه قائلا :" المحاكم العسكرية ليس لديها سوى عقوبتين ، الموت أو البراءة " .
و يصبح بطلنا نفسه متهما بالتعاطف مع الوطنيين حيث أنه يجالسهم و يتكلم لغتهم و يصلى معهم في مساجدهم ، كما أنه قبض عليه من قبل مقاتليهم و لم يؤذوه ، و لذا يستدعيه مفوض الشرطة و يحقق معه شخصيا ، و رغم أنه مازال حرا فأنه لم ينل الإذن بالمرور للحدود المصرية ، و قد يكون هذا بسبب أنه في نفس هذه الفترة التاريخية بدأ جراسيانى حملته لتفريغ منطقة البطنان من سكانها البدو و ترحيلهم إلى البريقة و العقيلة ، و لهذا السبب فإنها كانت منطقة من غير المرغوب السماح المرور فيها لشاهد دولي محايد .
و في 17 يونيه 1930 بدأت حملة اعتقالات في مدينة درنة شملت من ينتمون للحركة السنوسية و شيوخ الزوايا و المتعاطفين مع المجاهدين ، كما شملت كنود أيضا و أودع السجن معهم ، قيد الاعتقال بدون إبداء الأسباب . في السجن تحدث كنود مع رفاقه و سمع منهم قصصهم ، و سمعوا قصته . شهد كنود أعواد المشانق و الإعدامات و إجراءات المحاكم الطائرة و المعاملة غير الإنسانية و تدمير مصادر رزق البدو و ترحيلهم من مناطقهم الأصلية إلى معسكرات اعتقال لاحقة و الظلم و الجبروت الذي تعرض له الليبيون خلال العهد الفاشستي و سجل ذلك كله بأمانة و صدق و بلا مبالغة في كتابه و الذي ترجم من قبل محمد بشير الفرجانى بعنوان رحلة في الصحراء الليبية . أبعد كنود من درنة إلى بنغازي بالباخرة التي أقلت مساجين آخرين غيره ، و من بنغازي أبعد إلى مصر بالباخرة أيضا .
و لكن ليست هذه نهاية قصة كنود مع الجهاد الليبي ، و لانهاية قصة الايطاليين معه ، فقد تجول كنود مابين مصر و سوريا و الأردن متكلما عما يجرى في برقة من أحداث و باحثا عن دعم للمجاهدين حتى تابعته الاستخبارات الايطالية بعدها و نجحت في تأجير بعض المارقين البدو في خليج العقبة و اغتياله هناك و هو في طريقه إلى الحج سنة 1931 ، و إلى حد الآن لا يعرف القبر الذي دفن فيه هذا الشهيد
هي دي كانت حياتة بايجزبس الكتاب اكيد بيقولها بالتفصيل لو اي حد عندة الكتاب يبقى بج املك كنزبس انا حبيت اديكو حجة تانية تقرو فيها عن كنود هولمبو
هو دة الموقع بتاعة للي يحب يعرف عنة اكتر يا ريت تبقو تدخلو و تقرو
ww.knud-holmboe.com
اوعو تنسوا بقى اختكم جعانة اوي في الدعوات :lol!: :lol!: